أحداث خاصة

عراقجي: «الكفاءات الإيرانية مُستمرة رغم الاغتيالات.. وسنُظهر ذلك لنتنياهو»

الإثنين 14 يوليو 2025 - 06:06 ص
مصطفى عبد الكريم
وزير الخارجية الإيراني
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

في تصريحات تحمل بُعدًا استراتيجيًا، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، أن استهداف العلماء الإيرانيين لم يُضعف القدرات العلمية للبلاد، بل زادها تصميمًا، مُشيرًا إلى أن الرد سيكون عبر الأجيال القادمة من الكفاءات.

عراقجي يتحدّى إسرائيل

وفي هذا الصدد، أكد «عراقجي»، أن كل عالم إيراني اغتالته تل أبيب درّب أكثر من (100) تلميذ كُفء وهؤلاء سيظهرون لرئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، ما هم قادرون عليه.

وكتب وزير الخارجية الإيراني على منصة «إكس»: «تعهد نتنياهو بالنصر في غزة قبل نحو عامين. والنتيجة النهائية: مستنقع عسكري، ومذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب، و200,000 مجنّد جديد في صفوف حماس».

وأضاف: «وفي إيران، راوده حلم القضاء على أكثر من (40) عامًا من الإنجازات النووية السلمية. أما النتيجة: فكل واحد من العلماء الإيرانيين الذين اغتالتهم ميليشياته كان قد درّب أكثر من مئة تلميذ كُفء. وهؤلاء سيُذيقون نتنياهو ما هم قادرون عليه».

غطرسة نتنياهو

كما أكد عباس عراقجي، أن «غطرسته لا تتوقف عند هذا الحد. فبعد فشله الذريع في تحقيق أي من أهدافه الحربية ضد إيران، واضطراره للفرار نحو «الأب الراعي» بعدما دمّرت صواريخنا القوية مواقع حساسة تابعة للكيان الإسرائيلي – والتي لا يزال نتنياهو يفرض الرقابة عليها – بات الآن يُملي علنًا على الولايات المتحدة ما ينبغي أن تقوله أو تفعله في محادثاتها مع إيران».

وأشار عراقجي، إلى أنه «بصرف النظر عن المهزلة التي مفادها أن إيران قد تقبل بأي شيء يقوله مُجرم حرب مطلوب دوليًا، يُبرز السؤال الحتمي: ما الذي يدخنه نتنياهو بالضبط؟ وإن لم يكن يُدخن شيئًا، فما الذي تملكه الموساد على البيت الأبيض؟».

وتحمل تصريحات «عراقجي» دلالات استراتيجية، تُؤكد أن سياسة الاغتيال لم تُوقف طموح إيران في بناء منظومة علمية قوية ومُستمرة.

الضربة التي هزت إيران.. كيف كادت إسرائيل تُطيح برؤوس السُلطات الثلاث؟

من ناحية أخرى، في تطور خطير هزّ أركان «النظام الإيراني»، نفذت «إسرائيل» ضربة دقيقة ومدروسة، كادت أن تقضي على ثلاثة من أبرز قيادات إيران في آن واحد. هذه العملية التي لم تُعلن رسميًا، تعكس تصعيدًا غير مسبوق في الصراع الإقليمي، وتُوضح مدى قدرة إسرائيل على استهداف قلب السُلطة الإيرانية الثلاثية بدقة مُتناهية. 

وفي هذا التقرير، نستعرض تفاصيل الضربة التي كادت تُغيّر موازين القوى في المنطقة.

ضربة في عُمق القيادة

حيث كشفت وكالة أنباء «دفاع مقدس» الإيرانية، عن تفاصيل إضافية حول الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف اجتماع «المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني»، وأسفر عن إصابة الرئيس «مسعود بزشكيان» في قدمه.

وقالت الوكالة: «في صباح يوم الاثنين الموافق (15) يونيو، وأثناء انعقاد اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي بحضور رؤساء السُلطات الثلاث وعدد من كبار المسؤولين في الطوابق السفلية لأحد المباني الواقعة غرب طهران، بدأ الهجوم».

وأضافت: «نُفد الهجوم بأسلوب مُشابه لمحاولة اغتيال الشهيد حسن نصر الله، حيث قام المهاجمون بإطلاق (6) قذائف أو صواريخ استهدفت مداخل ومخارج المبنى بهدف إغلاق طرق الفرار وقطع تدفق الهواء».

وتابعت: «بعد الانفجارات، انقطع التيار الكهربائي عن الطابق المعني، لكن المسؤولين تمكنوا من الخروج عبر فتحة طوارئ تم تجهيزها مُسبقًا. وقد تعرّض بعض المسؤولين، ومن بينهم رئيس الجمهورية، لإصابات طفيفة في القدم أثناء عملية الخروج».

تحقيقات إيرانية في احتمال وجود عنصر مُندس وراء الهجوم

وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أنه: «ونظرًا لدقة المعلومات التي امتلكها العدو لتنفيذ هذا الهجوم، يُجرى حاليًا التحقيق في احتمال وجود عنصر مُندس أو مُتعاون داخلي. وهذا يُشير إلى أن العدو يستخدم كل وسيلة مُمكنة، بما في ذلك اغتيال كبار المسؤولين، لضرب الأمن القومي الإيراني».

ورغم فشل الضربة في تحقيق هدفها النهائي، إلا أنها كشفت حجم الاختراق الإسرائيلي داخل عُمق المؤسسة الأمنية والسياسية الإيرانية. ومع استمرار الغموض حول الرد المُحتمل، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من الحرب الصامتة على مستوى القيادات.

اتفاق وقف إطلاق النار بين «إيران وإسرائيل» يدخل حيّز التنفيذ

وفي وقت سابق، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين «إيران وإسرائيل» حيّز التنفيذ رسميًا، بعد وساطات دولية مُكثفة هدفت إلى نزع فتيل التصعيد العسكري المُتبادل، وذلك رغم الغموض الذي دار حول الإعلان عن هذا الاتفاق وتضارب بعض المعلومات عن حقيقته.