دراسات وأبحاث

السويداء تنزف.. اشتباكات وأصوات قذائف وقلق من الانفجار الطائفي

الإثنين 14 يوليو 2025 - 03:27 ص
كتب- كريم الزعفراني
الأمصار

لم تكد محافظة السويداء تلملم جراحها من توترات سابقة، حتى وجدت نفسها مجددًا في مهب اشتباكات دامية أعادت رسم مشهد القلق والخوف على وجوه أبنائها.

 

بين نيران الفصائل المسلحة من جهة، وغضب عشائر البدو من جهة أخرى، تتسارع الأحداث على وقع الرصاص ودوي القذائف، بينما يسقط المزيد من القتلى والجرحى، وتتسابق الدعوات لوقف نزيف الدم قبل أن يتحول التوتر إلى فتنة شاملة.

 

 

وارتفع عدد القتلى جراء الاشتباكات الدامية التي تشهدها محافظة السويداء السورية إلى 24 قتيلاً وأكثر من 90 مصابًا، بحسب ما أفاد مصدر طبي في المشفى الوطني بالمحافظة، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الأمنية وجرّ المحافظة إلى أتون الفوضى والاقتتال الداخلي.

 

وأكد المصدر الطبي، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن معظم الضحايا سقطوا نتيجة إصابات خطيرة بالرصاص أو جراء سقوط قذائف هاون، مشيراً إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود حالات حرجة بين الجرحى، في وقتٍ تعاني فيه المستشفيات من نقص حاد في وحدات الدم، ما دفع إدارة المشفى إلى توجيه نداء عاجل لأهالي السويداء للتبرع بالدم.

 

وتدور الاشتباكات بين فصائل محلية مسلحة من أبناء محافظة السويداء وعناصر من عشائر البدو المقيمة في المنطقة، على خلفية توترات متصاعدة منذ أشهر، وسط اتهامات متبادلة بتنفيذ اعتداءات وعمليات قطع طرق.

 

من جانبها، أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بياناً أدانت فيه العنف، داعيةً إلى ضبط الأمن في طريق دمشق – السويداء، وإبعاد "العصابات المنفلتة"، مع تأكيدها على حق أبناء المحافظة في الدفاع عن أنفسهم دون الانجرار نحو الفتنة. وناشدت القيادات المحلية التحلي بالحكمة، ورفض الفوضى ومخططات التفرقة.

 

في سياق متصل، أعلنت قوى الأمن الداخلي في محافظة درعا، بدء انتشار أمني على الحدود الإدارية مع السويداء، ضمن خطة تهدف إلى منع امتداد الاشتباكات.

 

وأشار مراسل وكالة "شينخوا" المتواجد في المحافظة، إلى انتشار كثيف للمسلحين المحليين في شوارع المدينة ومحيط المشفى الوطني، وسط دوي انفجارات ورشقات رصاص متواصلة، وإغلاق تام للمحال التجارية.

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد بدوره وقوع اشتباكات عنيفة على مدخل السويداء الشمالي، إثر هجوم مسلحين من أبناء العشائر على حواجز الشرطة في محيط قرية "الصورة الكبيرة"، تخلله إطلاق قذائف هاون وسقوط قتلى وجرحى.

 

وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان الاشتباكات الطائفية التي شهدتها مناطق جنوب دمشق في مايو الماضي، إثر انتشار تسجيل صوتي منسوب لرجل درزي تضمن إساءات دينية، ما أدى إلى تفجر العنف في مناطق مختلطة.

 

وفي ظل هذا التصعيد المتسارع، تبقى المخاوف قائمة من انزلاق الجنوب السوري إلى حالة من الفوضى الأمنية والطائفية، في وقت تبدو فيه الحاجة ملحة إلى تدخل فوري وحازم من الدولة السورية والقوى المحلية لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها.