حوض النيل

اليونيسف: ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية بين الأطفال بالسودان

السبت 12 يوليو 2025 - 11:14 م
كتب- كريم الزعفراني
الأمصار

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، السبت، عن تسجيل ارتفاع مقلق في حالات سوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال في عدة ولايات سودانية، على رأسها الخرطوم، الجزيرة، دارفور وشمال كردفان، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية مع دخول موسم الجفاف.

 

وقالت المنظمة في تقرير اطلعت عليه شبكة RT، إن نسب القبول للعلاج من "الهزال الشديد" ارتفعت بشكل غير مسبوق خلال الأشهر الأولى من عام 2025، حيث زادت بنسبة 683% في الجزيرة، و174% في الخرطوم، و70% في شمال دارفور، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

 

وأوضحت أن هذه الزيادة قد تكون مرتبطة جزئيًا بتحسن الأوضاع الأمنية وسهولة وصول الأمهات إلى المراكز الصحية في بعض المناطق، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن الوضع لا يزال كارثيًا، خاصة في دارفور.

 

وأشار التقرير إلى أن نسبة الأطفال الذين تلقوا العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم ارتفعت إلى 46% في جميع ولايات دارفور خلال الفترة من يناير إلى مايو 2025. كما سُجّل إدخال أكثر من 40 ألف طفل للعلاج في شمال دارفور وحدها، أي ضعف عدد الحالات في 2024.

 

ووفق المسوحات التي أُجريت في أبريل ومايو 2025، تجاوزت معدلات سوء التغذية الحاد المستويات الحرجة التي حددتها منظمة الصحة العالمية في 9 من أصل 13 محلية بدارفور، فيما بلغت النسبة في محلية ياسين بشرق دارفور 28%، وهو مستوى يقترب من الحد الفاصل لإعلان المجاعة (30%).

 

وأشارت اليونيسف إلى أن "الهزال الشديد" يُعد من أخطر أشكال سوء التغذية، إذ يعرض الأطفال بشكل كبير للإصابة بالأمراض والوفاة ما لم يتلقوا رعاية طبية عاجلة.

 

كما حذرت المنظمة من تزايد خطر الوفيات الجماعية بين الأطفال، لا سيما في ظل تفشي الكوليرا والحصبة، والانهيار شبه الكامل للخدمات الصحية، ونفاد مخزونات الأغذية العلاجية في مناطق مثل مدينة الفاشر.

 

ودعا ممثل "اليونيسف" في السودان، شيلدون ييت، إلى تحرك إنساني عاجل، مشددًا على أن "هذه الأرقام مرتفعة بشكل خطير، وستتفاقم إذا لم يتم التدخل فورًا. حياة الأطفال على المحك، والعالم أمام خيار: أن يتدخل أو أن يغضّ الطرف".

 

ووفق إحصاءات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 30.4 مليون شخص، أي 64% من سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية خلال هذا العام. وبينما كانت المنظمة الأممية تخطط للوصول إلى 21 مليونًا منهم، تم تقليص الرقم إلى 17.3 مليونًا بسبب نقص التمويل.

 

وأعلنت "اليونيسف" حاجتها الماسة إلى تمويل إضافي بقيمة 200 مليون دولار لتوسيع خدماتها التغذوية، وتوفير العلاجات الضرورية لمواجهة سوء التغذية الحاد.