كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم، عن شهادة مثيرة لجندي إسرائيلي تم استدعاؤه للقتال في قطاع غزة، أبدى فيها غضبه من السياسات الحكومية تجاه الجنود النظاميين، في مقابل الإعفاءات الواسعة التي يتمتع بها الحريديم (اليهود المتدينون).
وقال الجندي في تصريح للصحيفة: "الحكومة ترسلنا إلى القتال في غزة، بينما تعفي عشرات الآلاف من الحريديم"، مضيفًا أن حكومة بنيامين نتنياهو "عاجزة وضعيفة أمام الحاخامات والسياسيين الحريديم"، في إشارة إلى النفوذ الكبير الذي يمارسه التيار الديني المتشدد داخل الائتلاف الحاكم.
ووصف الجندي الأوضاع في قطاع غزة بأنها "استنزاف قاتل"، قائلاً: "الاستنزاف في القتال بغزة سيسحقنا تدريجيًا حتى ننهار"، معبّرًا عن مشاعر الإحباط المتزايدة داخل صفوف القوات التي تقاتل منذ شهور في ظروف معقدة، وسط خسائر متزايدة وتراجع المعنويات.
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الانتقادات داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن استثناء الحريديم من الخدمة العسكرية، وهو ملف يشهد انقسامًا حادًا بين المكونات العلمانية والدينية، لا سيما مع اتساع رقعة الحرب في قطاع غزة، وارتفاع أعداد القتلى والجرحى من الجنود.
وكانت المحكمة العليا في إسرائيل قد أصدرت قرارًا مؤخرًا بوقف الدعم المالي لطلاب المدارس الدينية غير المجندين، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا وتهديدات من أحزاب دينية بانسحابها من الحكومة، ما يهدد استقرار ائتلاف نتنياهو.
لم تكن المدرسة ملاذًا آمنًا... بل تحوّلت إلى هدف للقصف الإسرائيلي، الذي أودى بحياة مدنيين أبرياء، بينهم «أطفال» فرّوا من نيران الحرب ليقعوا ضحايا لها من جديد.
وفي هذا الصدد، أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الجمعة، بمقتل (8) أشخاص على الأقل كما أُصيب آخرون بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في بلدة «جباليا النزلة» شمالي القطاع.
وأشارت مصادر طبية إلى مقتل أكثر من (100) شخص جراء القصف الإسرائيلي على أنحاء غزة منذ فجر الخميس، وأحصت وزارة الصحة في القطاع «استشهاد (82) شخصًا وإصابة (247) آخرين خلال الـ(24) ساعة الماضية مع وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وتعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم».
ومن بين ضحايا الـ(24) ساعة الماضية (9) قتلى و(78) مُصابًا من طالبي المساعدات، لترتفع حصيلة الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر (2023) إلى (57762) قتيلًا و(137656) إصابة.