أعلن كريستيان فرودينغ، رئيس هيئة الأركان الخاصة بأوكرانيا في وزارة الدفاع الألمانية، أن أوكرانيا ستتسلم أول دفعة من صواريخ بعيدة المدى ممولة من ألمانيا بحلول نهاية يوليو الجاري، وذلك ضمن اتفاق جديد لتعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية.
وأوضح فرودينغ، في مقابلة مع قناة "ZDF" الألمانية، أن الصواريخ الجديدة تستهدف تعزيز قدرة كييف على ضرب أهداف استراتيجية داخل العمق الروسي، بما يشمل المستودعات ومراكز القيادة والمطارات.
وقال المسؤول الألماني: "شهدنا توقيع اتفاق بين الصناعة الأوكرانية ووزارة الدفاع الأوكرانية بتمويل ألماني. أطلقنا هذا البرنامج في مايو، ومع نهاية هذا الشهر ستتلقى القوات الأوكرانية أول أنظمة صاروخية بعيدة المدى".
وأشار إلى أن عمليات التسليم ستتواصل لاحقًا لتصل إلى "أرقام ثلاثية مرتفعة"، ما سيُحدث تأثيرًا نوعيًا في قدرات الدفاع الجوي والهجومي لأوكرانيا في الأسابيع القادمة.
وفي تقييمه للوضع الميداني، اعترف فرودينغ بأن الجيش الأوكراني يواجه وضعًا ميدانيًا متوترًا، مؤكدًا أن القوات الروسية تحتفظ بالمبادرة منذ عدة أسابيع، وسط تدهور ملحوظ في الدفاعات الجوية الأوكرانية، خصوصًا في المدن الكبرى.
وتأتي هذه الخطوة في إطار التزام ألمانيا المتزايد بدعم أوكرانيا، وسط ضغوط أوروبية وأطلسية لتكثيف المساعدات العسكرية، في ظل استمرار الحرب منذ فبراير 2022.
في سلسلة تصريحات لافتة، كشف رئيس المخابرات في أوكرانيا عن نوايا روسية للتوغل داخل الأراضي الأوكرانية، بالتزامن مع تحركات دبلوماسية مكثّفة بين كييف وواشنطن.
قال كيريلو بودانوف، رئيس جهاز الاستخبارات الأوكراني، إن القوات الروسية تسعى للتقدم بعمق 10 كيلومترات داخل منطقة دنيبروبتروفسك، بهدف إنشاء ما وصفها بـ"منطقة عازلة" بين مواقعها العسكرية والمراكز السكانية الأوكرانية.
وأوضح أن هذا التحرك يندرج ضمن الاستراتيجية الروسية لتأمين خطوطها الأمامية، لكنه أكد أن الجيش الأوكراني يتخذ إجراءات ميدانية لصدّ هذا التقدم ومنع ترسيخ أي وجود روسي في المنطقة.
وفي سياق متصل، اعتبر بودانوف أن استيلاء روسيا على كامل مقاطعة دونيتسك قبل نهاية العام الجاري "أمر غير واقعي"، مشيرًا إلى أن القدرات الروسية الحالية لا تكفي لتحقيق هذا الهدف في ظل المقاومة الأوكرانية وتكثيف الدعم الغربي لكييف.
على الجانب الدبلوماسي، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية عن بدء سلسلة من اللقاءات والمشاورات مع مسؤولين أمريكيين اعتبارًا من اليوم، تمتد لعدة أيام، بهدف تعزيز التنسيق السياسي والعسكري، ومناقشة التحديات المشتركة على ضوء التصعيد الروسي المتواصل.
وأكدت الخارجية الأوكرانية أن هذه المشاورات تأتي في توقيت حساس، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن، في ظل استمرار الدعم الأمريكي الحيوي لكييف منذ اندلاع الحرب.