اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الدول التي تزود كييف بالأسلحة بأنها تساهم في تمويل من وصفتهم بـ"الإرهابيين"، وتتحمل شراكة مباشرة في استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية.
وجاءت تصريحات زاخاروفا تعليقًا على القصف الأوكراني الذي استهدف مدينة أليوشكي في مقاطعة خيرسون، وأدى إلى تدمير مبنى سكني.
وقالت في بيان: "الجهات التي تواصل تزويد نظام كييف بالسلاح شريكة في قتل المدنيين، لأنها تدرك تمامًا ما يحدث، ومع ذلك تستمر في تمويل العصابات الإرهابية في بنكوفا" – في إشارة إلى مكتب الرئاسة الأوكرانية.
وكان حاكم مقاطعة خيرسون، فلاديمير سالدو، قد صرّح بأن مبنى سكنيًا من خمسة طوابق في مدينة أليوشكي انهار نتيجة غارة جوية أوكرانية، مشيرًا إلى أن عشرات الأشخاص ما زالوا تحت الأنقاض.
في سلسلة تصريحات لافتة، كشف رئيس المخابرات في أوكرانيا عن نوايا روسية للتوغل داخل الأراضي الأوكرانية، بالتزامن مع تحركات دبلوماسية مكثّفة بين كييف وواشنطن.
قال كيريلو بودانوف، رئيس جهاز الاستخبارات الأوكراني، إن القوات الروسية تسعى للتقدم بعمق 10 كيلومترات داخل منطقة دنيبروبتروفسك، بهدف إنشاء ما وصفها بـ"منطقة عازلة" بين مواقعها العسكرية والمراكز السكانية الأوكرانية.
وأوضح أن هذا التحرك يندرج ضمن الاستراتيجية الروسية لتأمين خطوطها الأمامية، لكنه أكد أن الجيش الأوكراني يتخذ إجراءات ميدانية لصدّ هذا التقدم ومنع ترسيخ أي وجود روسي في المنطقة.
وفي سياق متصل، اعتبر بودانوف أن استيلاء روسيا على كامل مقاطعة دونيتسك قبل نهاية العام الجاري "أمر غير واقعي"، مشيرًا إلى أن القدرات الروسية الحالية لا تكفي لتحقيق هذا الهدف في ظل المقاومة الأوكرانية وتكثيف الدعم الغربي لكييف.
على الجانب الدبلوماسي، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية عن بدء سلسلة من اللقاءات والمشاورات مع مسؤولين أمريكيين اعتبارًا من اليوم، تمتد لعدة أيام، بهدف تعزيز التنسيق السياسي والعسكري، ومناقشة التحديات المشتركة على ضوء التصعيد الروسي المتواصل.
وأكدت الخارجية الأوكرانية أن هذه المشاورات تأتي في توقيت حساس، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن، في ظل استمرار الدعم الأمريكي الحيوي لكييف منذ اندلاع الحرب.