دراسات وأبحاث

أردوغان يرحب بإلقاء مقاتلي "العمال الكردستاني" السلاح.. خطوة نحو تركيا خالية من الإرهاب

السبت 12 يوليو 2025 - 03:51 م
عمرو أحمد
أردوغان
أردوغان

شهدت السليمانية خطوة تاريخية بنزع سلاح مقاتلي "العمال الكردستاني"، وسط ترحيب من تركيا وأمل بسلام دائم في المنطقة.

ترحيب من أردوغان:


رحّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة ببدء مقاتلي حزب العمال الكردستاني (PKK) عملية تسليم أسلحتهم، معربًا عن أمله في أن تُسهم هذه الخطوة في تحقيق أمن دائم لتركيا وسلام مستقر في المنطقة.

وفي منشور نشره عبر حسابه على منصة "إكس"، قال أردوغان: "نسأل الله أن يوفقنا في تحقيق أهدافنا على هذا الطريق الذي نسلكه من أجل أمن بلدنا وسلام أمتنا وإرساء سلام دائم في منطقتنا"، مضيفًا أن إحراق عناصر من الحزب لأسلحتهم يشكّل خطوة مهمة نحو "تركيا خالية من الإرهاب".

مراسم نزع السلاح في السليمانية

وجاءت تصريحات أردوغان عقب مراسم رمزية أقيمت قرب مدينة السليمانية شمالي العراق، حيث أعلن 30 مقاتلاً من حزب العمال الكردستاني بينهم نساء بدء تنفيذ عملية نزع السلاح رسميًا، في مشهد وصفه مراقبون بـ"التاريخي".

وقد مثّلت هذه الخطوة ترجمة عملية لإعلان الحزب، الصادر في مايو الماضي، عن حلّ نفسه وإنهاء أربعة عقود من النزاع المسلح ضد الدولة التركية، وهو نزاع خلّف أكثر من 40 ألف قتيل منذ اندلاعه عام 1984.

من التمرد إلى السياسة

وفي مشهد رمزي أمام كهف "جاسنه"، الذي يبعد نحو 50 كيلومترًا غرب السليمانية ويحمل دلالة تاريخية كونه كان موقعًا لإحدى أولى المطابع الكردية، ألقى المقاتلون أسلحتهم داخل حفرة ثم أضرموا فيها النار، في حضور نحو 300 شخص من قيادات الحزب ومناصريه.

خلف المقاتلين، ظهرت صورة كبيرة لعبدالله أوجلان، مؤسس الحزب المعتقل حاليًا، فيما ألقى القياديان بسي هوزات وبهجت شارشل بيانًا مشتركًا باللغتين الكردية والتركية، جاء فيه: "تدمير السلاح هو عملية ديمقراطية تاريخية... كلّنا أمل بأن تجلب خطوتنا هذه الخير والسلام والحرية لشعبنا، الذي هو بأمسّ الحاجة إلى حياة تسودها الحرية والمساواة والديموقراطية" 

موقف أنقرة: ترحيب حذر

وفي تعقيب رسمي، صرّح مسؤول تركي رفيع المستوى لوكالة "فرانس برس"، طالبًا عدم الكشف عن هويته، بأن "إلقاء مقاتلي حزب العمال الكردستاني للسلاح يمثل علامة فارقة وخطوة ملموسة ومرحبًا بها".

وأضاف المسؤول التركي: "نعتبر هذا التطور نقطة تحول لا رجعة فيها، ونتطلع لترجمتها فعليًا إلى إنهاء تام لجميع الأنشطة المسلحة والتخريبية".

40 عامًا من النزاع

كان حزب العمال الكردستاني قد تأسس أواخر سبعينيات القرن الماضي بقيادة عبدالله أوجلان، وخاض تمردًا مسلحًا طويل الأمد ضد الدولة التركية، مطالبًا بالحكم الذاتي أو الاستقلال للأكراد. 

وقد تسبب النزاع في خسائر بشرية ومادية جسيمة، وأدى إلى توترات داخلية وإقليمية، شملت علاقات تركيا مع كل من العراق وسوريا وإيران.

يُنظر إلى قرار حل الحزب ونزع السلاح على أنه أحد أهم التحولات في الملف الكردي التركي منذ عقود، وسط ترقب لكيفية ترجمة هذه الخطوة على الأرض، وموقف المؤسسات الأمنية والسياسية التركية تجاه قيادات الحزب في الخارج.