دراسات وأبحاث

لقاء أمريكي–صيني رفيع في كوالالمبور.. حوار بنّاء وتأكيد على إدارة الخلافات وتوسيع التعاون

السبت 12 يوليو 2025 - 12:11 م
عمرو أحمد
محادثات صينية أمريكية
محادثات صينية أمريكية

في تطور دبلوماسي لافت يعكس سعي الطرفين لخفض التوترات، أعلنت وزارتا الخارجية في الصين والولايات المتحدة عن عقد لقاء رفيع المستوى بين وزير الخارجية الصيني وانج يي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، على هامش الاجتماع الثامن والخمسين لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المنعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

وأكد الوزيران أن الاجتماع كان بناءً ومثمرًا، حيث شكّل فرصة لمناقشة التحديات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين.

تأكيد أمريكي على أهمية الحوار

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن اللقاء شهد محادثات بناءة وعملية، مشيرة إلى أن الوزير ماركو روبيو – بصفته موفدًا رسميًا من واشنطن – شدد على أهمية إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة لتفادي أي سوء فهم أو تصعيد غير مقصود في ظل التوترات المتزايدة بين الجانبين.

وفي تصريحاته للصحفيين عقب اللقاء، أوضح روبيو أن الاجتماع أتاح الفرصة لتحقيق قدر من الاستقرار الاستراتيجي، والتعرف على مجالات التعاون لبناء اتصالات أفضل في المستقبل.

كما أكد روبيو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجمعه علاقات عمل إيجابية بالرئيس الصيني شي جين بينغ، مشددًا على ضرورة أن تعكس مجالات التعاون تلك العلاقات التي تربط الزعيمين.

واعترف وزير الخارجية الأمريكي في الوقت ذاته بوجود بعض المشكلات التي يجب العمل على حلها مع الصين، خاصة في ما يتعلق بالتجارة، لكنه شدد على أن الاجتماع كان إيجابيًا وبناءً، ويشكّل أرضية يمكن البناء عليها في المستقبل.

الموقف الصيني: دعوة للتوازن والتعاون العملي

في المقابل، أوضحت وزارة الخارجية الصينية أن اللقاء مع الجانب الأمريكي تناول سبل إدارة الخلافات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون، وذلك في إطار ما وصفته بسياسة "الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

ونقلت قناة CGTN الصينية عن الوزير وانج يي تأكيده أن اللقاء كان بناءً ومثمرًا، حيث عبّر عن أمله في أن تكون السياسة الأمريكية تجاه الصين قائمة على التعايش السلمي، مشيرًا إلى أن بكين تأمل أن تنظر واشنطن إليها بعقلانية وموضوعية وعملية.

كما شدد وانج على أن تعزيز التعاون بين البلدين يتطلب إدارة دقيقة للخلافات وتوسيع قنوات الحوار المباشر، خاصة في ظل التحديات العالمية الراهنة.

يُنظر إلى هذا اللقاء باعتباره خطوة ملموسة نحو تهدئة الأجواء المتوترة بين واشنطن وبكين، والتي تصاعدت خلال الأعوام الماضية بسبب ملفات عديدة، أبرزها الحرب التجارية والرسوم الجمركية المتبادلة، النزاع حول تايوان، النفوذ العسكري في بحر الصين الجنوبي، التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وحقوق الإنسان.

وأكد الطرفان خلال اللقاء التزامهما بمواصلة الحوار، وتوسيع مجالات التعاون مع الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لكل منهما.