دراسات وأبحاث

انتهاكات متصاعدة في الضفة الغربية.. الاحتلال يواصل تدمير مخيم جنين واعتقالات تطال مدنًا عدة

الجمعة 11 يوليو 2025 - 12:21 م
عمرو أحمد
الضفة الغربية
الضفة الغربية

في وقت تتصاعد فيه الإدانات الدولية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحت غطاء دعم سياسي غربي متواصل، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، عبر الاقتحامات والاعتقالات والدمار الممنهج، لا سيما في مخيم جنين الذي أصبح شاهدًا دائمًا على ما تصفه تقارير أممية بـ"جرائم حرب".

تصعيد العمليات العسكرية في الضفة الغربية

فجر اليوم الجمعة، شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات واسعة لمناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللها اعتقالات وتفتيش منازل وترويع للسكان، في مشهد يومي بات معتادًا منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023.

اعتقالات ومداهمات في الخليل ورام الله

ففي مدينة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن محمود هاني ادعيس من بلدة يطا جنوب المدينة، وغسان اسكافي غنيمات من بلدة صوريف شمال غرب الخليل، بعد مداهمة منزليهما والعبث بمحتوياتهما.

كما داهمت عدة أحياء في المدينة، وفتشت منازل عدد من المواطنين، من بينها منزل نجيب أبو رموز وأبنائه، ومنزل وليد أبو رموز. ورافق هذه الاقتحامات تشديد للإجراءات العسكرية في البلدة القديمة ومحيط المسجد الإبراهيمي، إضافة إلى الحواجز على مداخل المدينة.

وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال إبراهيم مالك زيدان، ومحمد إبراهيم قنديل، ومهند يوسف جابر، بعد اقتحام منازلهم في قرية بيتين شرق المدينة، وتفتيشها بشكل استفزازي.

أما في جنين، فقد اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي جلبون وفقوعة شرق المدينة، وداهمت منازل المواطنين، وحطّمت محتوياتها، وسط حالة من الذعر في صفوف الأهالي.

جراح جنين المفتوحة: دمار ونزوح ومعاناة

وفي قلب هذا التصعيد، يبرز مخيم جنين بوصفه أحد أبرز ضحايا الآلة العسكرية الإسرائيلية. فمنذ العملية العسكرية التي بدأت في يناير الماضي، يعيش سكان المخيم حالة من التهجير القسري والدمار الشامل.

تقول إحدى النازحات: "كنت بدي أشوف المخيم، أشوف كل زقاق وكل شارع... ما جبت ولا بدي أجيب أغراض، بس كنت بدي أشوف بيتي".

بينما تؤكد أخرى وقد وقفت أمام بيتها المهدّم: "أنا شايفة دمار كامل، ما في بيت ما فاتوا فيه، أو ما دمروه. المخيم مش مخيم، كله مهدم، المحلات، الدور، كل شيء".

مشهد مؤلم يتكرّر: نازحات فلسطينيات يعدن إلى منازلهن في مخيم جنين، فلا يجدن إلا الركام، وملامح مدينة تغيرت بالكامل، وسط انتشار قوات الاحتلال التي تستقبل العائدين بتهديد السلاح.

طمس الهوية ومخاطر قادمة

ورغم تصاعد الأصوات الحقوقية المطالبة بوقف هذا العدوان، تمضي حكومة بنيامين نتنياهو في سياساتها القائمة على ضم الضفة الغربية، وطمس الهوية الفلسطينية، وإضعاف أي مسار ممكن للسلام أو إقامة الدولة الفلسطينية.

وتشهد الضفة الغربية، منذ السابع من أكتوبر الماضي، انتهاكات يومية تتنوع بين الاعتقالات والقتل الميداني وهدم المنازل، بالتزامن مع عدوان واسع ومروّع على غزة، راح ضحيته عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب إحصائيات أممية وحقوقية.