في السنوات الأخيرة، أصبحت الظواهر المناخية المتطرفة مشهدًا متكررًا ومتصاعدًا يهدد استقرار المجتمعات وسلامة كوكب الأرض.
من موجات حر قياسية إلى فيضانات عارمة، ومن أعاصير مدمرة إلى حرائق غابات مستعرة، تتزايد حدة التقلبات المناخية في مختلف أنحاء العالم، مما يطرح تساؤلات ملحة حول مستقبل المناخ العالمي، وأثر النشاط البشري في تسريع وتيرة هذه التحولات غير المسبوقة.
ويأتي هذا التقرير لرصد أبرز الظواهر المناخية المتطرفة التي ضربت عددًا من الدول مؤخرًا، وتحليل أبعادها وتأثيراتها الإنسانية والبيئية، في ظل تنامي الإجماع العلمي على العلاقة الوثيقة بين تغير المناخ وهذه الكوارث المتسارعة.
فيضانات مدمرة – جنوب غرب الولايات المتحدة:
أودت بحياة أكثر من 100 شخص.
تسببت في تدمير عشرات المنازل.
جهود الإنقاذ مستمرة للعثور على مفقودين وسط المياه والركام.
موجة برد قطبية – أمريكا الجنوبية:
ضربت كلًا من الأرجنتين وتشيلي وأوروجواي.
انخفاض قياسي في درجات الحرارة.
سماء بوينس آيرس غطتها سحب ضبابية كثيفة، وتساقطت الثلوج على الشوارع.
حرائق غابات – فرنسا (مارسيليا):
أدت إلى تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار مارسيليا.
تسببت في تعطيل حركة القطارات بالمحطة الرئيسية للمدينة.
حرائق غابات – اللاذقية، شمال غربي سوريا:
تواصلت لأسبوع كامل.
التهمت أكثر من 10 إلى 14 ألف هكتار من الغابات الطبيعية.
حرائق غابات – تركيا:
اندلاع نحو 701 إلى 761 حريقًا.
السلطات تعمل على حصر الخسائر والسيطرة على النيران.
موجة حر شديدة – جنوب وغرب أوروبا:
أثرت على إسبانيا، وإيطاليا، والبرتغال.
ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة.
تحذيرات من وصول عواصف رعدية من المحيط الأطلسي.
لا تزال الظواهر المناخية المتطرفة تعصف بعدة دول حول العالم: حرائق مستعرة، وموجات حر غير مسبوقة، وفيضانات عارمة، وموجات برد قارسة.
ظواهر قاسية تضرب قارات عدة في وقت متزامن، لتضع أخبار الطقس في صدارة الأحداث.
في جنوب غرب الولايات المتحدة، لا تزال السلطات في مواجهة شرسة مع تداعيات الفيضانات المدمرة، التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص، واقتلعت معها عشرات المنازل.
وبين الركام الغارق في المياه والأكواخ الفارغة، يكافح رجال الإنقاذ للعثور على مفقودين اختفى أثرهم جراء الفيضانات.
ومن فيضانات تكساس إلى موجة برد قطبية أدت إلى انخفاض قياسي في درجات الحرارة في كل من الأرجنتين وتشيلي وأوروجواي، حتى إن سماء مدينة بوينس آيرس غطتها سحب ضباب كثيف يحجب الرؤية، بينما الثلوج تغطي العديد من الشوارع.
التطرّف المناخي لم يترك دول البحر المتوسط كذلك، فقد علّقت السلطات الفرنسية الرحلات الجوية من وإلى مطار مارسيليا، كما تعطلت حركة القطارات في المحطة الرئيسية للمدينة، بسبب حرائق غابات مستعرة تهدد المدينة الساحلية.
ومنذ نحو أسبوع، وحرائق اللاذقية شمال غربي سوريا تلتهم الأخضر واليابس، حيث أتت على أكثر من 10 إلى 14 ألف هكتار من الغابات المشجرة في تلك المنطقة الطبيعية.
ونفس المأساة في تركيا، التي سيطرت على نحو 701 إلى 761 حريقًا، وتعمل الآن على حصر الخسائر.
وبعد موجة قيظ شديدة ضربت إسبانيا وإيطاليا والبرتغال، تترقّب دول غرب القارة وصول عواصف رعدية من المحيط الأطلسي.
ورغم بعض الدعوات لعدم الربط المباشر بين أي من تلك الظواهر وقضية تغيّر المناخ، فإن معظم الدراسات العلمية تؤكد وجود علاقة وثيقة بين ارتفاع متوسط درجات الحرارة وتكرار الظواهر المناخية المتطرفة.
وفي ذات السياق، قال علماء أمريكيون إن الاحترار المناخي يؤدي إلى زيادة تبخّر المياه من المسطحات الطبيعية، ويزيد من قدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ بالرطوبة، ما يؤدي بدوره إلى أمطار أكثر كثافة، ويزيد من احتمالات حدوث الفيضانات.
وأمام كل هذا، يزداد ملف المناخ خطورة، ليفرض نفسه، لا سيما وأن غالبية الأبحاث المناخية تشير بأصابع الاتهام في أسباب ذلك إلى النشاط الإنساني، من استخدام مفرط للوقود الأحفوري، وتسارع الصراعات والحروب.