حوض النيل

إرهاب "حركة الشباب" يضرب بلدة استراتيجية في الصومال

الثلاثاء 08 يوليو 2025 - 08:50 م
أحمد مالك
الأمصار

في تطور عكس الاتجاه الحالي في الصومال، شنت حركة الشباب الإرهابية هجوما واسعا على بلدة موقوكوري في إقليم هيران "وسط".

وهزّ تفجير انتحاري عنيف بلدة موقوكوري، إذ استهدف تجمعا للقوات الحكومية والمدنيين، قبل أن تعلن حركة "الشباب" المرتبطة بتنظيم القاعدة سيطرتها الكاملة على البلدة، في واحدة من أخطر الانتكاسات الميدانية لحكومة الصومال خلال العام الجاري.

التفجير الذي وقع أمس الاثنين، وفق وسائل إعلام صومالية محلية، استهدف نقطة استراتيجية تضم عناصر من الجيش الوطني في الصومال ومقاتلي المليشيات المحلية المتحالفة معه.

وأشارت مصادر ميدانية، إلى وقوع خسائر بشرية كبيرة، فيما لم تصدر حتى الآن أرقام رسمية دقيقة بشأن عدد الضحايا.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد شهدت البلدة حالة من الذعر والتأهب، حيث سارعت السلطات المحلية وخدمات الطوارئ لإخلاء المصابين وتأمين المكان، بينما أطلقت قوات الأمن عمليات تمشيط عاجلة وسط مخاوف من وقوع هجمات إضافية. 

إلى ذلك، أعلنت حركة "الشباب" في الصومال سيطرتها الكاملة على موقوكوري، مؤكدة في بيان لها أن عناصرها اقتحموا البلدة بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية، استخدمت فيها التفجيرات الانتحارية كسلاح تكتيكي لفتح الطريق أمام تقدم المسلحين.
 ولم تُصدر حكومة الصومال الفيدرالية تعليقا رسميا على ذلك، غير أن مصادر محلية أكدت لوسائل إعلام محلية، انسحاب القوات الحكومية والمليشيات بعد مقاومة شرسة لم تصمد طويلا في وجه الهجوم المركب.

عناصر حركة الشباب الإرهابية

"اتهامات بالتقصير"

أثار إعلان سيطرة الشباب على بلدة "موقوكوري" غضبا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية، حيث اتهم النائب عبد المالك عبد الله، ممثل هيران في البرلمان الصومالي، الحكومة الفيدرالية بـ"التقصير الفادح" في دعم المليشيات المحلية التي تخوض منذ أشهر معارك شرسة في الخطوط الأمامية دون إسناد كافٍ.

وقال النائب في تصريح لوسائل إعلام محلية في مقديشو: "شاهدنا عروضا عسكرية ضخمة في احتفالات الاستقلال، لكن تلك الأسلحة لم تصل إلى ساحات القتال، حيث يدافع أهل هيران بأجسادهم ضد التطرف والإرهاب" 

تأتي هذه التطورات وسط تصعيد أمني ملحوظ تشهده أقاليم هيران  وشبيلي الوسطى، حيث تخوض القوات الحكومية ومليشيات عشائرية حملة عسكرية معقدة ضد حركة "الشباب"

ورغم النجاحات المحدودة في بعض المناطق، فإن الجماعات الإرهابية لجأت إلى تكتيكات الهجوم السريع والتفجير الانتقامي في محاولة لكسر الطوق والضغط على الجبهات الضعيفة، وهو ما ظهر جليا في سيناريو بلدة موقوكوري وفق مصادر مطلعة بالشأن الصومالي في المنطقة.
وتمثل بلدة موقوكوري موقعا استراتيجيا في خارطة العمليات العسكرية، كونها حلقة وصل بين خطوط الإمداد في هيران ومراكز السيطرة في شبيلي.

ولعبت دورا لوجستيا مهما في تحركات الجيش والمليشيات، ما جعلها هدفا دائما لهجمات حركة "الشباب". 
وبحسب مراقبين صوماليين، يبدو أن حركة الشباب في الصومال، التي تتعرض لضغوط متزايدة في معاقلها التقليدية، باتت تميل إلى تنفيذ هجمات نوعية  لكسر الحصار، مستغلة أي فراغ أمني أو إخفاق في الإمداد والدعم اللوجستي.