أحداث خاصة

فيضانات تكساس.. تبادل الاتهامات بين المسؤولين بعد تجاهل التحذيرات

الثلاثاء 08 يوليو 2025 - 02:44 م
أحمد مالك
الأمصار

قالت صحيفة ذا هيل الأمريكية، إن المسئولين المحليين والفيدراليين وعلى مستوى ولاية تكساس تبادلوا الاتهامات في أعقاب الفيضانات العارمة القاتلة التي اجتاحت وسط الولاية يوم السبت الماضي، لكن كان هناك أمر مؤكد، هو أن التحذيرات لم تصل إلى الأفراد الذين كانوا بحاجة إليها.

وذكرت الصحيفة، أنه في أعقاب الفيضانات التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص حتى الآن، بينما لا يزال آخرون في عداد المفقودين، قال مسئولو الولاية والمقاطعة، إن العاصفة التي تسببت في الفيضانات جاءت دون تحذير، غير أن عددًا كبيرًا من خبراء الأرصاد، وإدارة ترامب نفسها، جادلوا بأن هؤلاء المسئولين، وأيضًا السكان المحليين، تلقوا سلسلة طويلة من التنبيهات بشأن تجمع فيضانات خطيرة.

وقال الخبراء، إن الجدول الزمني للفيضان كشف عن فجوة قاتلة في نظام الميل الأخير الذي يحول هذه التنبؤات إلى إجراءات لإنقاذ الحياة.

وتظهر هذه المشكلة بشكل خاص في وسط تكساس، حيث ترسل هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات من الفيضانات المفاجئة في كل مرة تحدث فيها عاصفة رعدية تقريبًا ــ وحيث تكون الأخاديد الجيرية المنقسمة بواسطة عدد لا يُحصى من الجداول، والتي تتخللها مخيمات على ضفاف الأنهار ومنازل لقضاء العطلات، معرضة بشكل خاص للفيضانات المفاجئة.

وأظهر" الجدول الزمني لـ فيضانات تكساس الصادر عن وزارة الأمن الداخلي وجود تحذيرات متزايدة، وهو أمر مميز للفيضانات المفاجئة، بحسب ما قال جون سكويتش، المدير التشريعي السابق لاتحاد العاملين في خدمة الأرصاد الوطنية، ولفتت ذا هيل إلى أن التحذيرات الخاصة بخبراء الأرصاد من فيضانات محتملة بدأت في وقت مبكر منذ الأربعاء الماضي، عندما تحدث "عنه آفيري توماسكو، خبير الأرصاد بـ CBS أوستن، وأشار إلى احتمال أن يصل ارتفاع مياه الأمطار ما بين 5 إلى 15 بوصة في وسط تكساس، مضيفًا أنه لا يستبعد حدوث شيء مجنون مع وجود هذا الهواء الاستوائي.

لكن في بداية يوم حدوث الفيضان، فى الرابع من يوليو، أصر مسئولو الولاية والمقاطعة على عدم وجود ما يدعو للاعتقاد بحدوث فيضانات.

وقال تيد كروز، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية تكساس: "حدث خطأ" عندما "لم" يتلقّ مخيم ميستيك والمخيمات الأخرى الذين كانوا"نائمين بجوار الأنهار في المنطقة تحذيرات من المياه القادمة.

ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن فيضانات تكساس إلى 82 متوفياً

وقد ارتفعت حصيلة الوفيات الناجمة عن الفيضانات العاتية التي ضربت ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 82 قتيلا.

فيضانات مفاجئة تجرف المنازل

وشاركت العائلات، الأحد، في عمليات البحث بين الركام المغمور بالمياه ودخلت الأكواخ الفارغة في مخيم كامب ميستيك، وهو مخيم صيفي للفتيات دمرته فيضانات مفاجئة جرفت المنازل من أساساتها.

وواصل رجال الإنقاذ بحثهم عن المفقودين، بمن فيهم 10 فتيات ومستشارة من المخيم.

وقال الحاكم لولاية تكساس جريج أبوت، إن هناك 41 شخصا من المؤكد أنهم في عداد المفقودين في جميع أنحاء الولاية، وقد يكون هناك المزيد من المفقودين.

وفي مقاطعة كير، التي تضم مخيم كامب ميستيك ومخيمات شبابية أخرى في منطقة تكساس هيل كونتري، عثر رجال البحث على جثث 68 شخصا، من بينهم 28 طفلا، حسبما قال المأمور لاري ليثا بعد الظهر.

وتم الإبلاغ عن 10 وفيات أخرى في مقاطعات ترافيس، بورنيت، كيندال، توم جرين، وويليامسون، وفقا للمسؤولين المحليين.

وقال الكولونيل فريمان مارتن، من إدارة السلامة العامة في تكساس إن من المؤكد ارتفاع عدد الوفيات خلال الأيام القليلة المقبلة، محذرا من أن زخات إضافية من الأمطار الغزيرة التي قد تستمر حتى يوم غد الثلاثاء قد تؤدي إلى المزيد من الفيضانات التي تهدد الحياة، خاصة في الأماكن المشبعة بالفعل.

وأثناء حديثه في مؤتمر صحفي في أوستن، أضاءت تنبيهات الطوارئ بالهواتف المحمولة في مقاطعة كير محذرة من "حدوث فيضانات نهرية مؤكدة جدا"، وحث مكبر صوت بالقرب من مخيم كامب ميستيك الناس على المغادرة، لكن المسؤولين في الموقع قالوا بعد دقائق، إنه لا يوجد خطر.

وكان قد أعلن البيت الأبيض، موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توفير كل الموارد المتاحة إلى "تكساس" بعد الفيضانات المدمرة التي ضربت أجزاء مختلفة من الولاية مؤخرا.

وقال نائب رئيس موظفي البيت الأبيض جيمس بلير - في تصريحات خاصة أدلى بها لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية - إن الرئيس ترامب يتابع التطورات منذ اللحظة الأولى، مضيفا أنه كان على اتصال مباشر مع المسئولين في ولاية "تكساس" وكذلك وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم.

وفي وقت سابق، قال مسؤولون إن أكثر من 850 شخصا تم إنقاذهم، بما في ذلك بعض الذين كانوا يتشبثون بالأشجار، بعد أن تسببت عاصفة مفاجئة في هطول أمطار بارتفاع أكثر من 30 سنتيمترا في المنطقة المحيطة بنهر غوادالوبي، على بعد حوالي 137 كيلومترا شمال غربي سان أنطونيو.