المغرب العربي

الجزائر.. السكك الحديدية: انتهاء أشغال الربط بين تندوف وغار جبيلات

الإثنين 07 يوليو 2025 - 01:18 م
أحمد مالك
الأمصار

أعلنت الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية في الجزائر، أمس، عن وضع آخر عريضة خرسانية في مسار السكة الحديدية، إيذانًا بانتهاء أشغال الربط في المقطع الرابط بين مدينة تندوف ومنجم غار جبيلات، على مسافة 135 كيلومترًا، ضمن المشروع الاستراتيجي للخط المنجمي الغربي بشار ـ تندوف ـ غار جبيلات، الذي يمتد على طول 950 كيلومترًا.

وأرفقت الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية في الجزائر، إعلانها بفيديو يوثّق لحظة وضع آخر عريضة خرسانية، وهو ما لقي استحسانًا وتفاعلًا واسعًا من طرف المتابعين، الذين اعتبروا الإنجاز خطوة نوعية لتجسيد أحد أكبر المشاريع التنموية في المنطقة الغربية والجنوبية الغربية للبلاد، والذي تزامن مع الذكرى الـ63 لعيد الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية.

وتعد عملية وضع آخر عريضة خرسانية محطة مهمة تُتوّج مراحل الأشغال الكبرى التي شهدها هذا المشروع الحيوي، الذي يُراهن عليه لدعم النقل المنجمي وتعزيز البنية التحتية لقطاع السكك الحديدية في الجزائر.

ويُعتبر خط بشار ـ تندوف ـ غار جبيلات من المشاريع الاستراتيجية الرامية إلى مرافقة استغلال أحد أكبر مناجم الحديد في إفريقيا، وربطه بمسارات النقل نحو موانئ التصدير، بما يعزز مساهمة القطاع المنجمي في الاقتصاد الوطني ويدعم جهود تنويع مصادر الدخل خارج قطاع المحروقات.

الجزائر تعيد تشغيل 3 أرصفة بميناء العاصمة لتعزيز حركة الشحن

أعادت الجزائر، اليوم السبت، تشغيل ثلاثة أرصفة تجارية جديدة بميناء العاصمة، بعد استكمال أعمال التدعيم وإعادة التهيئة، في خطوة من شأنها رفع القدرة الاستيعابية للميناء وتحسين حركة الشحن.

وجاء تدشين الأرصفة تزامناً مع احتفالات الذكرى الـ63 لاستقلال الجزائر، بحضور والي العاصمة محمد عبد النور رابحي، ورئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني ابتسام حملاوي، إلى جانب نواب من البرلمان وممثلين عن السلطات المحلية والمينائية.

وأكد وزير النقل الجزائري، السعيد سعيود، أن المشروع، الذي ظل متوقفاً لعشر سنوات، جرى تنفيذه بأيادٍ وإمكانات جزائرية خالصة، ما يجسد، بحسب تعبيره، «ثقافة بناء الوطن بإمكانات الوطن»، وفقاً لوكالة الأنباء الجزائرية. 

وتبلغ المساحة الإجمالية للأرصفة الجديدة نحو 70 ألف متر مربع، بطول 880 متراً خطياً، ما يسمح باستيعاب أكثر من 6 آلاف حاوية، وتقليص زمن مكوث السفن في منطقة الانتظار.

من جانبه، أوضح المدير العام لمؤسسة ميناء الجزائر، عبد الحميد بوالعام، أن الأرصفة ستزيد القدرة التشغيلية للميناء بنحو 300 باخرة و150 ألف حاوية سنوياً، متوقعاً ارتفاع حركة الشحن بنسبة 25% خلال عام 2025 مقارنة بـ2024.

وأشار إلى أن هذه الخطوة ستُقلّص عدد السفن المنتظرة يومياً من 12 إلى 6 فقط، ما سيوفر أموالاً للخزينة العمومية عبر خفض الرسوم المدفوعة لمشغلي السفن الأجنبية.

وفي السياق ذاته، كشف بوالعام أن رصيفاً رابعاً «رقم 18» يخضع حالياً لأعمال تهيئة وسيُستلم قبل نهاية شهر يوليو الجاري، ضمن خطة شاملة تشمل رقمنة الخدمات، وعصرنة وسائل التشغيل، وتكوين الموارد البشرية.

وكان أكد محمد سفيان براح، سفير الجزائر لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى الجامعة الدول العربية، بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني للجزائر، يطلُّ علينا الخامسُ من يوليو هذا العام، حاملاً عبقَ الذكرى الثالثة والستين لعيدَي الاستقلال والشباب في الجزائر، تحتَ شعارٍ يختصر مسيرةَ وطنٍ وصمودَ شعب: «جزائرُنا… إرثُ الشهداء ومجدُ الأوفياء».

يحمل هذا الشعار في طياته دلالات عميقة، إذ يُذكّرنا بأنّ الحرية التي نتفيّأ ظلالها لم تُهْدَ إلينا، بل افتُدِيت بدماء خِيَرة أبناء وبنات الجزائر، وأنّ الوفاء لرسالتهم لا يُقاس بالأقوال، بل بما نبنيه من مؤسَّسات، وما نحصّنه من وحدةٍ وطنية، وما نغرسه في أجيالنا من اعتزازٍ بالانتماء وتطلُّعٍ إلى مستقبلٍ أفضل.  

وإذا كانت الثورةُ الجزائرية تُسجَّل في صفحات التاريخ إحدى أنبل ملاحم التحرر في العصر الحديث، فإنها لا تغفل عن المواقف الأصيلة التي أسندتها، وفي طليعتها موقفُ جمهوريةِ مصرَ العربية الشقيقة التي وقفت إلى جانب الشعب الجزائري في أحلك لحظاتِ المحنة، يومَ تردَّد الآخرون وتخاذل الكثير.