في ظل التداخل المتزايد بين المال، التكنولوجيا، والسياسة في الولايات المتحدة، يبرز اسم إيلون ماسك ليس فقط كمبتكر وملياردير، بل أيضاً كصوت سياسي مؤثر.
ورغم أنه لم يؤسس حزباً رسمياً، فإن الكثير من المحللين بدأوا يتحدثون عن ما يمكن تسميته مجازاً بـ"حزب إيلون ماسك" – تيار غير رسمي يعكس أفكاره وتأثيره المتزايد على الرأي العام، وخصوصاً بين الشباب، ورواد التكنولوجيا، والليبرتاريين.
إيلون ماسك هو رجل أعمال ومهندس وملياردير أمريكي من أصل جنوب أفريقي، اشتهر بتأسيس شركات مثل:
تسلا (Tesla): عملاق السيارات الكهربائية.
سبيس إكس (SpaceX): شركة الفضاء الخاصة.
نيورالينك وذا بورينغ كومباني.
كما استحوذ عام 2022 على منصة تويتر (التي أعاد تسميتها إلى X).
رغم أنه لا ينتمي رسمياً لأي حزب، فإن ماسك عبّر مراراً عن مواقفه السياسية، التي تتصف بالآتي:
ميول ليبرتارية، حيث يدعو إلى خفض دور الحكومة في الاقتصاد، ويرفض الرقابة على وسائل التواصل، ويعارض الضرائب المرتفعة على الأغنياء.
انتقد الحزب الديمقراطي، معتبراً إياه "أصبح حزب الكراهية والتفرقة".
عبّر عن دعمه لبعض مرشحي الحزب الجمهوري، مثل رون ديسانتيس.
انتقد الهجرة غير الشرعية بشدة.
مواقف ليبرالية - أحياناً:
أيّد تقنين الماريجوانا.
دعم الطاقة النظيفة والحد من التلوث.
ساند بعض المبادرات الاجتماعية سابقًا قبل أن ينتقل إلى معسكر الانتقاد.
ليس حزبًا حقيقيًا حتى الان، بلقاعدة فكرية رقمية تشكلت على منصات مثل X (تويتر سابقاً).
وهناك تأثير إعلامي ضخم يمارسه ماسك على متابعيه الذين يتجاوز عددهم 180 مليون، حيث شبكة نفوذ مالية وتكنولوجية تدعم أفكارًا معادية للمؤسسة السياسية التقليدية.
ما الذي يدعمه هذا "الحزب الافتراضي"؟
1. حرية التعبير المطلقة على الإنترنت.
2. تفكيك الرقابة التكنولوجية والإعلامية.
3. تشجيع ريادة الأعمال الفردية.
4. الابتعاد عن "ثقافة الإلغاء" والتصحيح السياسي الزائد.
5. التركيز على التقدم العلمي (الذكاء الاصطناعي – الفضاء – الطاقة).
الإمكانات، يمتلك ثروة هائلة تتجاوز 200 مليار دولار، ويحظى بشعبية بين جيل الألفية والجيل Z.
ويمتلك منصة إعلامية ضخمة (X) فضلاً عن امتلاكه العديد من الشركات .
العقبات:
لا يحمل تاريخاً سياسياً رسمياً إلى حد كبير ومثير للجدل إلى حد كبير، وقد تعرض لانتقادات بسبب مواقفه "المتقلبة" و"العنيفة" أحياناً.
البعض يعتبره صوت التغيير الضروري ضد الفساد الحزبي.
آخرون يرونه تهديدًا للديمقراطية بسبب مزجه بين المال والإعلام والتكنولوجيا.
وهناك من يراه نسخة معاصرة من نفوذ ترامب الرقمي.
"حزب إيلون ماسك" ليس كيانًا رسميًا، بل وصف لتيار فكري وسياسي يزداد تأثيره. وماسك نفسه، رغم نفيه الطموحات السياسية المباشرة، أصبح رمزًا جديدًا لنوع من "القوة الناعمة" الرقمية والتكنولوجية التي قد تعيد تشكيل السياسة الأمريكية في السنوات القادمة.
في تصريح أثار تفاعلًا واسعًا، وصف الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، خطط الملياردير «إيلون ماسك»، لتأسيس حزب سياسي جديد بأنها «سخيفة»، مُشككًا في جدوى مثل هذه الخطوة وتأثيرها على المشهد السياسي الأمريكي.
وقال «ترامب»، ردًا على طلب التعليق على خطط ماسك: «أعتقد أن إنشاء حزب ثالث أمر مُثير للسخرية. لقد حققنا أنا والحزب الجمهوري نجاحًا كبيرًا»، مُضيفًا أن الولايات المتحدة «كان لديها دائمًا نظام ثنائي الأحزاب».
وأضاف الرئيس الأمريكي: «أعتقد أن إنشاء حزب ثالث سيُضيف المزيد من الارتباك»، مُشيرًا إلى أن ماسك «يُمكنه أن يستمتع بوقته»، لكنه رأى أن أي أحزاب بخلاف الجمهوري والديمقراطي «لم تنجح أبدًا».
أشعل الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الجدل من جديد عبر تصريح صادم وجّهه للملياردير «إيلون ماسك»، قال فيه إن «الوضع الذي وصل إليه مُؤسف»، في استمرار لحرب الكلمات بين اثنين من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الساحة الأمريكية.
وقال «ترامب»، إن حليفه السابق ماسك، «فقد صوابه»، وأعرب عن أسفه لهذا الأمر.
وكتب الرئيس الأمريكي، في منشور على موقع «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي: «من المؤسف بالنسبة لي أن أتابع فقدان إيلون ماسك صوابه، وتحوله إلى كارثة خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة».
وأشار دونالد ترامب، إلى رغبة ماسك «في تأسيس حزب سياسي ثالث رغم أنها لم تُحقق أي نجاح في الولايات المتحدة، حيث لا يبدو النظام مُلائمًا لذلك».
واعتبر ترامب، أن مساعي ماسك لتأسيس حزب سياسي جديد «تتسبب بالفوضى».
وكان إيلون ماسك قد أعلن عن عزمه تأسيس «حزب أمريكا» كقوة ثالثة في الساحة السياسية الأمريكية، وذلك على خلفية خلافاته مع ترامب بشأن مشروع القانون حول الضرائب والإنفاق الحكومي، الذي اعتبر ماسك أن إقراره سُيؤدي إلى «زيادة عجز الميزانية والدين الحكومي»، فيما تعتقد إدارة ترامب بأن القانون بالعكس سيُؤدي إلى «تقليص العجز».
ويأتي هجوم «ترامب» الأخير ضمن سلسلة تصريحات مُتبادلة بين الجانبين، في ظل خلافات مُتزايدة حول قضايا سياسية وتكنولوجية أثارت اهتمام المتابعين في الولايات المتحدة وخارجها.