دراسات وأبحاث

روسيا تلوّح بردود قاسية والغرب يواصل الضغوط.. أزمة أوكرانيا تقترب من اللاعودة

الإثنين 07 يوليو 2025 - 12:26 م
عمرو أحمد
روسيا وأوكرانيا
روسيا وأوكرانيا

في ساحة حرب لا تهدأ، تواصل الأزمة الأوكرانية تصاعدها بشكل مقلق، حيث تتبادل روسيا وأوكرانيا الهجمات باستخدام الطائرات المسيّرة، ما يجعل السماء فوق المدن الأوكرانية ميدانًا دائمًا للقتال. 

 تتبادل روسيا وأوكرانيا الهجمات

هذا التصعيد الجوي المكثف يزيد من تعقيد المشهد العسكري ويضع المدنيين في قلب معركة لا ترحم، وسط تحذيرات أممية متكررة من تصاعد الخسائر البشرية.

وفي تطور لافت، صدرت تحذيرات من احتمال لجوء أطراف في النزاع إلى استخدام الأسلحة الكيميائية، وهي خطوة من شأنها أن تنقل الصراع إلى مستوى أكثر خطورة، وتفتح الباب أمام تدخلات دولية أوسع.

 وتخشى منظمات الإغاثة والحقوقية أن يؤدي مثل هذا السيناريو إلى كارثة إنسانية، لا سيما في المناطق التي تشهد كثافة سكانية عالية.

من جانبها، وجهت موسكو رسائل تحذيرية إلى الغرب، مؤكدة أن استمرار الدعم العسكري لكييف، وفرض العقوبات الاقتصادية، سيدفع بالأزمة إلى مزيد من التصعيد، مشددة على أن هذه السياسات "لن تمر دون رد". 

تصريحات تُضاف إلى أجواء التوتر السياسي المتصاعد بين روسيا والدول الغربية، التي لا تزال تؤكد على دعمها الثابت لأوكرانيا.

على المستوى الميداني، تسعى القوات الأوكرانية إلى تعزيز دفاعاتها عبر بناء تحصينات صغيرة وأكثر مرونة لمواجهة الهجمات الجوية، في حين تواصل روسيا تنفيذ غارات جوية موسعة، معتمدة على تكتيكات التنقل السريع بين جبهات القتال، وهو ما منحها قدرة على مفاجأة الدفاعات الأوكرانية وتوسيع مناطق السيطرة.

وتشير التقارير الاستخباراتية الغربية إلى أن روسيا قد تكون بصدد توسيع نطاق عملياتها لتشمل أهدافًا حيوية في غرب أوكرانيا، ما قد يفتح جبهة جديدة ويزيد الضغط على كييف.

 كما أن استمرار استنزاف الموارد العسكرية والبشرية للطرفين يثير تساؤلات حول المدى الذي قد تصل إليه هذه الحرب في ظل غياب مسار تفاوضي جاد.

ومع دخول الحرب عامها الثالث، تبدو آفاق الحل السلمي أكثر ضبابية من أي وقت مضى، بينما تزداد المخاوف من تصعيد خارج عن السيطرة قد يمتد إلى دول الجوار ويخلّ بالتوازنات الدولية، في واحدة من أخطر الأزمات الجيوسياسية التي يشهدها العالم منذ نهاية الحرب الباردة.

اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، عندما شنت روسيا هجومًا عسكريًا واسع النطاق على أوكرانيا، بعد أشهر من التوترات السياسية والعسكرية على الحدود، وسنوات من الخلافات الممتدة منذ ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014.

تذرعت موسكو في بداية الحرب بـ"حماية أمنها القومي ومنع تمدد الناتو شرقيًا"، فضلًا عن مزاعم بـ"حماية الناطقين بالروسية في إقليم دونباس"، لكن المجتمع الدولي اعتبر الغزو انتهاكًا صارخًا لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

وسرعان ما تحولت الحرب إلى صراع شامل يضم عمليات برية وجوية وبحرية، وامتد القتال من شرق أوكرانيا إلى محيط العاصمة كييف، قبل أن تنجح القوات الأوكرانية في استعادة بعض المناطق بدعم غربي واسع.

قادت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جهود دعم أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا، فيما ردت روسيا بسلسلة من الهجمات على البنية التحتية الأوكرانية، وفرضت سيطرتها على أجزاء من دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا.