جيران العرب

أطباء بلا حدود: الفاشر تحت الحصار.. 400 ألف نازح في ثلاثة أسابيع

الجمعة 04 يوليو 2025 - 03:09 م
عمرو أحمد
أطباء بلا حدود
أطباء بلا حدود

 أصدرت منظمة أطباء بلا حدود، تقريرًا إنسانيًا عاجلًا بعنوان “محاصرون، يتعرضون للهجوم، ويموتون جوعًا”، حذّرت فيه من تصاعد الفظائع الجماعية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، داعية الأطراف المتحاربة إلى وقف العنف العشوائي والموجّه عرقيًا، وتيسير استجابة إنسانية فورية وشاملة. 

بيان منظمة أطباء بلا حدود: 

التقرير، الذي استند إلى بيانات ميدانية وأكثر من 80 مقابلة أجريت بين مايو 2024 ومايو 2025، وثّق أنماطًا ممنهجة من الانتهاكات، شملت القتل الجماعي، العنف الجنسي، النهب، الاختطاف، التجويع، والهجمات على الأسواق والمرافق الصحية والبنية التحتية المدنية.

رئيس قسم الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، أكد أن المدنيين في الفاشر لا يواجهون فقط حصارًا خانقًا وسط قتال عنيف بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، بل يتعرضون أيضًا لاستهداف مباشر على أساس عرقي من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها. 

وأشار رئيس قسم الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، إلى أن الوضع في المدينة ينذر بهجوم شامل قد يطال مئات الآلاف من السكان، في ظل استمرار القصف المدفعي والغارات الجوية والطائرات المسيّرة.

التقرير كشف أن قوات الدعم السريع نفذت في أبريل الماضي هجومًا بريًا واسعًا على معسكر زمزم للنازحين، ما أدى إلى نزوح نحو 400 ألف شخص خلال أقل من ثلاثة أسابيع، وسط ظروف إنسانية متدهورة. نسبة كبيرة من سكان المعسكر فرّت إلى الفاشر، حيث ظلوا محاصرين ومحرومين من المساعدات، فيما توجه عشرات الآلاف إلى مدينة طويلة ومخيمات على الحدود التشادية، حيث تلقى المئات منهم الرعاية من فرق المنظمة.

الهجمات المتكررة على المرافق الصحية أجبرت أطباء بلا حدود على تعليق أنشطتها الطبية في الفاشر منذ أغسطس 2024، وفي زمزم منذ فبراير 2025، بعد تعرض منشآتها لما لا يقل عن سبع حوادث قصف أو إطلاق نار خلال مايو وحده. كما أشار التقرير إلى أن الغارات الجوية العشوائية التي شنتها القوات المسلحة السودانية أسفرت عن خسائر جسيمة في صفوف المدنيين، حيث استهدفت أحياء سكنية دون وجود قوات الدعم السريع فيها.

الوضع الغذائي في زمزم والفاشر واصل التدهور مع تشديد الحصار، إذ أفاد نازحون بأنهم قضوا أيامًا دون طعام، واضطروا لتناول الأمباز، وهو بقايا الفول السوداني المستخدم عادة لتغذية الحيوانات. كما توقفت آبار المياه عن العمل بسبب انعدام الوقود، ما أدى إلى شح المياه وارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق.

المنظمة طالبت بوقف فوري للعنف العرقي ضد المجتمعات غير العربية، ورفع الحصار عن الفاشر، وضمان ممرات آمنة للمدنيين، إلى جانب منح الوكالات الإنسانية وصولًا غير مقيّد لتقديم المساعدات. كما دعت الجهات الدولية الفاعلة إلى التحرك العاجل للضغط على الأطراف المتحاربة، ومنع المزيد من الفظائع، مشيرة إلى أن الإعلانات الأحادية عن وقف إطلاق النار لم تُترجم إلى تغيير ملموس على الأرض، وأن الوقت ينفد لإنقاذ ما تبقى من أرواح.