جمعت الجزائر ما يزيد عن 492 مليون دولار (65 مليار دينار جزائري) من بيع رخص خدمة الجيل الخامس (5G) لشركات الاتصالات الثلاث العاملة في البلاد، بحسب نتائج المزاد التي أعلنتها سلطة البريد والاتصالات الإلكترونية.
محمد الهادي حناشي، رئيس مجلس سلطة ضبط البريد والاتصالات الإلكترونية الجزائري، قال في مقابلة مع "الشرق" إن الشركات الحائزة على الرخص ستقوم بشكل تدريجي بنشر الخدمة في عموم البلاد خلال 8 سنوات، على أن تبدأ بتغطية القطاعات ذات الأولوية مثل الصحة والصناعة والمدن الذكية، مضيفاً أن مدة الرخصة 15 عاماً قابلة للتجديد.
الشركات الفائزة بالرخص
تعمل في قطاع الاتصالات بالجزائر ثلاث شركات، هي "اتصالات الجزائر للهاتف النقال" (موبيليس)، و"أوبتموم تيليكوم الجزائر" (جيزي)، والوطنية للاتصالات الجزائر (أوريدو).
وقد حازت "موبيليس" على التصنيف الأول في المزاد لتحصل على رخصتها مقابل 171 مليون دولار، فيما جاءت "أوريدو الجزائر" في التصنيف الثاني وحصلت على الرخصة مقابل 161 مليون دولار. أما "جيزي" فاحتلت التصنيف الثالث مقابل 159 مليون دولاراً. ويسمح التصنيف للشركات باختيار نطاقات الجيل الخامس بحسب التصنيف.
أطلقت الجزائر، نهاية مايو الماضي، مزاداً لمنح ثلاث رخص خدمة الجيل الخامس، وتهدف الدولة الواقعة في شمال أفريقيا بدء التشغيل التجاري للخدمة في الربع الثالث من العام الحالي، حسبما صرح سيد علي زروقي، وزير البريد والمواصلات السلكية والسلكية في الجزائر، في مقابلة سابقة مع "الشرق".
سيتم إطلاق خدمة الجيل الخامس تدريجياً ابتداءً بالمناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة، مع التركيز على المجالات ذات الأولوية مثل المدن الذكية وقطاعات الصناعة والصحة والنقل، وأفاد الوزير بأن المرحلة الأولى ستعتمد على البنية التحتية للجيل الرابع.
توقع زروقي أن يتيح مشروع الجيل الخامس توفير ما يصل إلى 15 ألف وظيفة مباشرة و100 ألف فرصة عمل غير مباشرة
وفي هذا السياق، أكد وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة في الجزائر، محمد عرقاب، على "التقدم المحقق في تطوير مفهوم وادي الهيدروجين (Hydrogen Valley) في الجزائر، بدعم من الوكالة الهولندية للمشاريع (RVO)"، مشددًا على "طموح الجزائر في لعب دور إقليمي محوري في إنتاج، نقل وتصدير الهيدروجين الأخضر، واستقطاب الاستثمارات والخبرات الهولندية".
من جهتها، أشادت السفيرة بـ"التقدم الملحوظ الذي أحرزته الجزائر في مجال الطاقات المتجددة" وبـ"التزامها الجاد في مكافحة التغير المناخي"، مؤكدة أن "بلادها تولي أهمية كبرى لتعزيز الشراكة مع الجزائر في ميدان الطاقات النظيفة عامة، والهيدروجين الأخضر خاصة"، مبرزة "التكامل القائم بين البلدين من حيث تبادل التجارب والخبرات، التكنولوجيا، والتكوين".
كما تم التذكير بـ"اللقاء الأخير الذي جمع كاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة بنائب الوزير الأول الهولندية ووزيرة السياسة المناخية والنمو الأخضر، صوفي هيرمانز"، على هامش "القمة العالمية للهيدروجين المنعقدة بروتردام"، والذي شكل "محطة هامة في مسار توطيد التعاون بين البلدين في هذا المجال".
بدأت الجزائر خطوات جديدة نحو تعزيز شراكاتها الدولية في قطاعَي الطاقة والمناجم، إذ فتحت أبواب التعاون مع قازاخستان من أجل تنفيذ مشروعات طموحة في مجالات استكشاف المحروقات وإنتاجها، وتطوير البنية التحتية للكهرباء، بالإضافة إلى العمل في قطاع التعدين.
ويأتي هذا التوجّه في إطار سعي الدولة العربية الشمال أفريقية لتنويع شركائها الدوليين، وتوسيع قاعدة الاستثمارات الأجنبية التي تدعم خطط الدولة لتحقيق أمن الطاقة والتنمية المستدامة، لا سيما في ظل التغيرات التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية.