فقدت الساحة القانونية والفكرية في «مصر» أحد أبرز رموزها، بوفاة الفقيه القانوني المصري الكبير، الدكتور «علي حامد الغتيت»، حيث تقدم كل من شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية بخالص التعازي لأسرة الراحل ومُحبيه.
وبرحيل الدكتور علي حامد الغتيت، تُطوى صفحة من صفحات الفكر القانوني المصري، بعد مسيرة أكاديمية ومهنية طويلة كمحكم وخبير دولي.
ونعى العديد من الشخصيات العامة الراحل داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان.
وفي بيان له، قال مفتي الجمهورية المصرية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور «نظير محمد عياد»: «نتقدّم بخالص العزاء وصادق المواساة في وفاة العالم الجليل والفقيه القانوني الكبير الدكتور علي الغتيت، أحد رموز الفكر القانوني في مصر والعالم العربي، الذي قدّم نموذجًا فريدًا في الجمع بين العمل الوطني والمهني الراقي وكان مُحبًّا للأزهر الشريف وعلمائه، مُجلًّا لهم».
وأضاف عياد: «لقد كان الراحل قامة فكرية وقانونية كبيرة، أثرى المكتبة القانونية بعدد من المؤلفات الرصينة في مجال القانون الدولي والنزاعات الدولية، وأسهم عبر مسيرته في ترسيخ مبادئ العدالة وسيادة القانون من خلال مشاركته في إعداد عددٍ من القوانين والتشريعات المصرية». وتوجّه المفتي بخالص الدعاء إلى الله أن يتغمده الله بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أهله ومُحبيه وتلامذته الصبر والسلوان.
كما صدر عن شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب»، بيان نعى فيه «بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، الدكتور علي حامد الغتيت، المحامي المخضرم، أستاذ القانون الدولي والفقيه القانوني الكبير، الذي وافته المنية صباح يوم الخميس، بعد رحلة حياة لم يدخر فيها جهدًا في خدمة قضايا وطنه».
وأضاف البيان: «ويذكر شيخ الأزهر للفقيد الراحل أنه كان مُحبًا للأزهر ودائم الاهتمام بشؤونه العامة والخاصة، كما سخر حياته لخدمة قضايا وطنه من خلال عمله في عدة مهام طوال تاريخه المهني، فقد كان مستشارًا خاصًا للبرلمان المصري، وشارك في إعداد عدد من القوانين والتشريعات المصرية، وكانت مؤلفاته، وستظل، في مجال القانون الدولي والنزاعات الدولية، مرجعًا مُهمًا لطلاب العلم والباحثين القانونيين، وكان أحد أعضاء هيئة الدفاع عن الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي في المحاكم الفرنسية».
وتابع البيان: «وشيخ الأزهر إذ ينعى الفقيد الراحل، فإنه يتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرته وتلامذته وأصدقائه، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يُسكِنه فسيح جناته، وأن يرزق أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون».
يُذكر أن الراحل الدكتور «علي الغتيت» حصل على ليسانس الحقوق عام (1961) وعلى درجة الماجيستير في القانون المقارن عام (1964) جامعة القاهرة، وسبق أن شغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للمحامين، ورئيس الجمعية المصرية للقانون الدولي.
ويترك «الغتيت» إرثًا غنيًا من العطاء العلمي والفكري الذي سيظل حاضرًا في الأوساط الأكاديمية.