غزة تنزف بصمت... فخلال يومين فقط، حصدت «آلة الحرب الإسرائيلية» أرواح مئات المدنيين في (26) مجزرة مُتتالية، دون أن تهدأ صافرات الإنذار أو تتوقف صرخات الأهالي تحت الأنقاض. الموت بات العنوان الوحيد لحياة الفلسطينيين في القطاع المُحاصر.
وفي هذا الصدد، أعلن «المكتب الإعلامي الحكومي بغزة»، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب (26) مجزرة دموية خلال (48) ساعة راح ضحيتها أكثر من (300) قتيل ومئات الجرحى والمفقودين كلهم من المدنيين.
وقال المكتب الحكومي في بيان: «ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الـ(48) ساعة الماضية نحو (26) مجزرة دموية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة».
وأوضح المكتب الحكومي، أن تلك المجازر جاءت في سلسلة جرائم مُتلاحقة وجديدة تُؤكد «مُضي الاحتلال في تنفيذ سياسة القتل العمد والإبادة الجماعية والتطهير العرقي».
وذكر أن الجيش الإسرائيلي من خلال ارتكابه لتلك المجازر ركّز على قصف مراكز الإيواء والنزوح المُكتظة بعشرات آلاف النازحين، والاستراحات العامة، والعائلات الفلسطينية داخل منازلها، والأسواق الشعبية والمرافق الحيوية.
إلى جانب ذلك، فإنه ركّز أيضًا على قصف وقتل المدنيين المجوّعين أثناء بحثهم عن الغذاء، بحسب البيان.
وأكد المكتب على أن غالبية القتلى من النساء والأطفال وكلهم من المدنيين العزل الأمر الذي يعكس تعمّد الاحتلال استهداف الفئات الأكثر ضعفًا، مُشددًا على أن هذه الجرائم تتزامن مع المحاولات الإسرائيلية من أجل «إسقاط ما تبقى من المنظومة الصحية، من خلال قصف المستشفيات واستهداف الطواقم الطبية ومنع دخول الإمدادات الحيوية».
وطالب المكتب الحكومي، المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية بالتحرك الفوري والعاجل لوقف الإبادة الجماعية في غزة وإنقاذ المدنيين من الموت اليومي الممنهج.
وخلال الفترة الماضية، كثّف الجيش الإسرائيلي استهدافه لمراكز الإيواء ومنازل الفلسطينيين وخيام النازحين وتجمعات المواطنين في الشوارع العامة ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وتسببت الهجمات الإسرائيلية المكثفة بالقصف وإطلاق النيران، منذ فجر أمس الأربعاء، بمقتل (114) فلسطينيًا وإصابة العشرات.
ومع تصاعد العنف في غزة، تبقى الحاجة مُلحّة لتدخل دولي عاجل يوقف المجازر ويُعيد الأمن والاستقرار للمدنيين الذين يُعانون بشدة من آثار هذه العمليات العسكرية.
من جهة أخرى، تُشير معلومات حصلت عليها «الأمصار» من مصادر مطلعة، إلى أن «الولايات المتحدة» تلعب دور الضامن في الهدنة المُرتقبة بغزة بين الأطراف، والتي من المُنتظر تنفيذها وفق جدول زمني مُحدد.
وأعطت «إسرائيل» موافقتها على المقترح العربي المطروح بشأن هدنة شاملة في قطاع غزة، يمتد لستين يومًا، بضمانة مباشرة من الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الذي سيُشرف على تنفيذ بنود الاتفاق دون اللجوء إلى مراسم تبادل رسمية.
وبحسب المصادر، فإن الهدنة تتضمن جدولًا زمنيًا مُحددًا للإفراج عن الأسرى والجثامين، يبدأ في اليوم الأول بإطلاق سراح (8) أسرى أحياء. وفي اليوم السابع، تُسلّم إسرائيل (5) جثامين، ثم تُسلِّم (5) جثامين إضافية في اليوم الثلاثين. وتُستكمل العملية بالإفراج عن أسيرين في اليوم الخمسين، وتُنهي الجدول بتسليم (8) جثامين في اليوم الستين.
وتشمل بنود الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع فور موافقة «الفصائل الفلسطينية»، وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة، لضمان التوزيع العادل والآمن للمساعدات.
في ما يخص الوضع الميداني، سيتم انسحاب «القوات الإسرائيلية» وفق خرائط تُحدَّد بالتوافق بين الأطراف، بما يضمن الحد من التصعيد الميداني وتهيئة الأجواء للمفاوضات.
ويبدأ مسار المفاوضات نحو وقف دائم لإطلاق النار اعتبارًا من اليوم الأول لسريان الهدنة، وتشمل ملفات تبادل الأسرى، الترتيبات الأمنية، وتوفير ضمانات دولية تضمن الالتزام ببنود الاتفاق.
وأوضحت المصادر أن «مصر وقطر والولايات المتحدة» ستلعب دورًا محوريًا في رعاية المفاوضات، مع ضمان جديّتها واستمراريتها، مع إمكانية التمديد في حال تحقق تقدم ملموس.
واختُتمت المشاورات بالاتفاق على أن يتولى «ترامب» إعلان الاتفاق بنفسه، فيما ستتولى واشنطن بقيادة «ستيف ويتكوف»، مُهمة ضمان التنفيذ والمتابعة السياسية والدبلوماسية.
في ظل تصاعد التوترات وتزايد الضغوط الدولية، يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، لزيارة مُرتقبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث من المتوقع أن تُركّز المحادثات على التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار في «قطاع غزة». وتأتي هذه الزيارة في وقت حرج، وسط دعوات مُتزايدة من المجتمع الدولي لتهدئة الوضع الإنساني والسياسي، في محاولة لكسر دائرة العنف وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.