في تصريح جديد يُثير جدلاً واسعًا، ألمح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، إلى وجود منشأة نووية إيرانية رابعة لم تُستهدف في الضربات الأمريكية السابقة، بينها واحدة غير رئيسية، مما يفتح باب التساؤلات حول مدى تقدم «برنامج إيران النووي» وخطورة الأوضاع في المنطقة.
وقال الرئيس الأمريكي، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأمريكية: «كنا نعلم أن لديهم العديد من المنشآت، ربما ثلاثة زائد واحد، لكن الرائج أن لديهم ثلاث منشآت رئيسية».
ولم يُحدد «ترامب» أي منشأة رابعة يقصدها بالضبط في إيران.
يُذكر أن الولايات المتحدة شنت ليلة (22) يونيو ضربات على ثلاث منشآت نووية إيرانية في «نطنز وفوردو وأصفهان». ووفقًا لواشنطن، كان الهدف من الهجوم تدمير «البرنامج النووي الإيراني» أو إضعافه بشكل كبير.
ويبقى الحديث عن المنشأة النووية الإيرانية «الرابعة» موضوعًا حساسًا يُثير المخاوف الدولية، فيما تستمر الدول الكبرى في مراقبة تطورات «البرنامج النووي الإيراني» عن كثب، وسط تحذيرات من تصعيد مُحتمل.
من جهة أخرى، وفي وقت سابق، كشف الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، عن وجود محادثات مُرتقبة مع «إيران» خلال الأسبوع المُقبل، مُعربًا عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق يُنهي حالة التوتر بين الطرفين. تأتي هذه التصريحات في ظل جهود دبلوماسية مُكثفة تسعى إلى إعادة إطلاق ملف «الاتفاق النووي».
وقال دونالد ترامب: إن «واشنطن ستسعى على الأرجح للحصول على التزام من طهران بإنهاء طموحاتها النووية في محادثات مع مسؤولين إيرانيين الأسبوع المُقبل».
وأشاد «ترامب»، بالقصف الأمريكي باعتباره «سبب النهاية السريعة للحرب بين إيران وإسرائيل»، قائلًا: إن قراره استهداف مواقع نووية إيرانية بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات يوم الأحد أنهى الحرب، واصفا الأمر بأنه «انتصار للجميع».
وتجاهل تقييمًا مبدئيًا لوكالة المخابرات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية يُفيد بأن «مسار إيران نحو صنع سلاح نووي ربما يكون قد تأخر لأشهر فحسب»، قائلاً: «كانت الأضرار جسيمة جدًا. كان تدميرًا تامًا».
في غضون ذلك، وبعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يوم الثلاثاء، سعى الإيرانيون والإسرائيليون إلى استئناف حياتهم الطبيعية بعد المواجهة التي استمرت (12) يومًا.
وصرّح ترامب، مُتحدثًا من لاهاي، حيث حضر قمة حلف شمال الأطلسي، أمس الأربعاء، بأنه لا يتوقع أن تنخرط إيران مُجددًا في تطوير أسلحة نووية. ودأبت طهران لعقود على نفي اتهامات القادة الغربيين لها بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، مُوضحًا «سنتحدث معهم الأسبوع المُقبل، مع إيران. قد نُوقّع اتفاقا. لا أعلم. بالنسبة لي، لا أعتقد أن ذلك ضروري».
وأكمل الرئيس الأمريكي، «آخر ما يُريدون فعله هو تخصيب أي شيء في الوقت الحالي. إنهم يُريدون التعافي»، في إشارة إلى الاتهامات الغربية لإيران «بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تقترب من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة النووية».
وأمس الأربعاء، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، «جون راتكليف»، في بيان، إن البرنامج النووي الإيراني تضرر بشدة جراء الضربات الجوية الأمريكية، لكنه لم يصل إلى حد إعلان تدمير البرنامج.
وأضاف «راتكليف»، أن الوكالة أكدت «مجموعة من الأدلة الموثوقة» على أن عددًا من المنشآت الإيرانية الرئيسية دمر ويحتاج سنوات لإعادة بنائه.
وقدّرت الوكالة النووية الإسرائيلية أن الضربات «أعادت قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية سنوات للوراء».
ونشر البيت الأبيض التقييم الإسرائيلي، غير أن ترامب قال إنه لا يعتمد على معلومات المخابرات الإسرائيلية.
وعبّر ترامب، عن ثقته في أن طهران ستنتهج مسارًا دبلوماسيًا نحو تسوية الأمر.
وأردف الرئيس الأمريكي، أنه إذا حاولت إيران إعادة بناء برنامجها النووي، «فلن نسمح بحدوث ذلك. أولًا، من الناحية العسكرية، لن نفعل ذلك»، مُضيفًا أنه يعتقد «أننا سنتمكن في النهاية من إقامة علاقة ما مع إيران لحل هذه القضية».
ويبقى المشهد مفتوحًا أمام التطورات القادمة، حيث يتطلع الجميع إلى نتائج هذه المحادثات المُرتقبة بين الولايات المتحدة وإيران، التي قد تُشكّل نقطة تحول مُهمة في العلاقات الثنائية وتخفيف التوترات الإقليمية.
وفي وقت سابق، وصف الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الهجمات الأخيرة بأنها "هائلة"، مُشيرًا إلى تأثيرات واسعة النطاق على القدرات النووية لطهران.