دراسات وأبحاث

حسم قريب في الأفق.. إسرائيل تستعد لأسبوع مصيري بشأن غزة

الأحد 29 يونيو 2025 - 06:26 ص
مصطفى عبد الكريم
غزة
غزة

في ظل تصاعد التوترات المتواصلة على الحدود مع «قطاع غزة»، تستعد «إسرائيل» لدخول أسبوع حاسم يحمل في طياته قرارات استراتيجية قد تُغيّر ملامح الوضع الأمني والسياسي في القطاع. وتأتي هذه الاستعدادات وسط ضغوط داخلية وخارجية مُتزايدة، حيث يُراقب العالم بقلق الخطوات القادمة التي قد تُحدد مستقبل الصراع وأفق الاستقرار في الشرق الأوسط.

قرارات حاسمة مُرتقبة بشأن غزة

وفي هذا الصدد، أفادت «القناة 12» العبرية، بأن إسرائيل تستعد لدخول أسبوع حاسم مليء بالقرارات المصيرية بشأن «الحرب على قطاع غزة». وتُشير التوقعات إلى أن القيادة الإسرائيلية ستُناقش خيارات عدة قد تُؤثر بشكل كبير على مسار العمليات العسكرية والسياسات الأمنية في المنطقة.

وذكرت القناة العبرية، أن رئيس الأركان «المقدم إيال زامير»، سيجتمع اليوم الأحد، مع المجلس الوزاري السياسي والأمني ​​المصغر، ليُؤكد أن الجيش يُحقق الأهداف التي حددها «الكابينيت».

ومن المتوقع أن يُكمل الجيش الإسرائيلي خلال أيام قليلة تقدمه نحو الخطوط التي حددت له في عملية «عربات جدعون»، وهي العملية الجارية حاليًا في قطاع غزة.

وفي الواقع، سيُسيطر جيش الدفاع الإسرائيلي عسكريًا على ما يقرب من (75%) من أراضي قطاع غزة.

وقالت القناة العبرية: إن «القيادة الجنوبية تستعد لتخصيص المزيد من القوات للحملة في إطار الاستعدادات وإمكانية استمرار العملية».

وبحسب المصدر ذاته، سيعرض الجيش الإسرائيلي جميع البدائل والاحتمالات، وسينتظر في الواقع قرار القيادة السياسية إما استكمال احتلال القطاع وهو أحد الخيارات، أو التوصل إلى اتفاق، مُشيرًا إلى أن الخيار الآن هو «حكم عسكري في القطاع».

خليل الحية تحت الضغط

وأوضحت القناة العبرية، أن ضغطًا كبيرًا يُمارس على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، رئيس الوفد المفاوض «خليل الحية»، حيث يُطالبه مُقربوه بالتوصل إلى اتفاق الآن لأنه متروك وحيدًا بلا دعم وليس لديه من يُساند «حماس»، كما كان قبل العملية الإسرائيلية في إيران.

كما تطلب إسرائيل من الولايات المتحدة الضغط على قطر، ومن ثم على «حماس»، ليُحدث اختراقًا، وفق المصدر ذاته.

ويبين المصدر أنه ومع ذلك، تُمارس الولايات المتحدة ضغوطًا أيضا على رئيس الوزراء «نتنياهو»، إذ تستخدم جميع أدواتها للدفع نحو اتفاق، لافتًا إلى أن الوقت حان لاتخاذ قرارات «قيادية جريئة».

وقدّر الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أن إسرائيل وحماس على وشك التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، حيث قال: «أعتقد أننا قادرون على التوصل إلى وقف إطلاق نار خلال الأسبوع المُقبل».

محادثات مُكثفة لإطلاق سراح الرهائن

وفي الأيام الأخيرة، جرت مناقشات محمومة سعيًا للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، ويسعى رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، والوزير «رون ديرمر»، إلى تفعيل الاتفاق بينما يُعزز القطريون أيضًا مشاركتهم ويضغطون على حماس.

وقال مصدر إسرائيلي: «بعد العملية في إيران، ازدادت فرص التوصل إلى اتفاق.. لم تعد حماس تحظى بالدعم الإيراني ولم يعد لها حزب الله.. لم يبق لها سوى القطريين والضغط يتصاعد من الداخل أيضًا.. حماس تُريد حقًا وقف إطلاق النار لمنع انهيار النظام».

هذا، ولا يزال الجدل قائمًا حول «صفقة الرهائن» بسبب مطالبة حماس، إسرائيل بموافقتها على إنهاء الحرب في غزة كجزء من الصفقة، فيما يُحاول «ويتكوف» مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط إيجاد صيغة مُتفق عليها.

ونظّمت عائلات المحتجزين، مساء أمس السبت، تجمعًا في إحدى الساحات المفتوحة للمُطالبة بالإسراع في إبرام صفقة تضمن إعادة جميع المحتجزين البالغ عددهم خمسين شخصًا.

ونظّم إسرائيليون مظاهرات في عدة مُدن، طالبت الحكومة بإبرام صفقة، تضمن عودة جميع المحتجزين وإنهاء الحرب في غزة، في ظل ما وصفه المحتجون بـ«الفرصة التاريخية» لإنهاء الصراع.

المنطقة تترقب قرارات إسرائيل

ومع اقتراب هذا الأسبوع «الحاسم»، يظل الجميع يترقب الخطوات التي ستتخذها «إسرائيل»، والتي من شأنها أن تُحدد مسار الأوضاع في غزة والمنطقة بأسرها. سواء جاءت القرارات بتصعيد عسكري أو بفتح قنوات للحوار، فإن تأثيرها سيكون كبيرًا على الأمن والاستقرار الإقليميين. يبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات مُتعددة، وسط دعوات دولية للتهدئة والبحث عن حلول سلمية تضمن حماية المدنيين وتُحقق توازنًا يُرضي جميع الأطراف.