دراسات وأبحاث

المجتمع الدولي منقسم.. واشنطن تعتبر العملية رادعة وطهران تصفها بالعدوان

الجمعة 27 يونيو 2025 - 03:33 م
عمرو أحمد
أمريكا وإيران
أمريكا وإيران

في تطور مفاجئ وصادم، أعلنت الولايات المتحدة تنفيذ ضربة جوية دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية تقع في نطنز، فوردو، وأصفهان، زاعمة أنها نجحت في القضاء الكامل على البرنامج النووي الإيراني.

ضربة أمريكية على المنشآت النووية الإيرانية

 وقد ترافقت الضربة مع تصريحات أمريكية حاسمة، أكدت أن قدرات طهران النووية قد أصبحت خارج الخدمة نهائيًا.

لكن وعلى النقيض من الرواية الأمريكية، سارعت السلطات الإيرانية إلى نفي تلك المزاعم بشكل قاطع، مؤكدة أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال قائمًا ومستمرًا دون انقطاع، وأن الأضرار التي لحقت ببعض المنشآت لم تؤثر على البنية الأساسية للمشروع.

 محاور أساسية للنقاش والتحليل

أثار هذا التصعيد العسكري والدبلوماسي أسئلة عميقة حول طبيعة المشهد الإقليمي، وبرزت عدة محاور رئيسية للتحليل:

 

مدى تأثر البرنامج النووي الإيراني فعليًا بالضربة الأمريكية، وهل تم تعطيله بالكامل أم أن طهران قادرة تقنيًا على تجاوز الأضرار واستئناف أنشطتها بسرعة؟

الرسائل السياسية والعسكرية التي تحملها هذه الضربة الأمريكية المفاجئة، وما إذا كانت تشكّل تحوّلًا في قواعد الاشتباك بين واشنطن وطهران.

إمكانية استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في ظل أجواء التوتر الحالية، ومدى تأثير العملية على المساعي الدبلوماسية السابقة.

مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية، لا سيما في ظل غياب أي مؤشرات حقيقية على تهدئة.

حدود التصعيد الإقليمي، ومدى قابلية الوضع للتطور إلى مواجهة أوسع تشمل أطرافًا دولية وإقليمية أخرى.

نقاش استراتيجي معمّق

وقد تناولت إحدى حلقات النقاش التلفزيوني هذا الملف الحساس تحت عنوان: «هل تستطيع إيران استعادة برنامجها النووي بعد إعلان الولايات المتحدة القضاء عليه؟» وشارك في الحلقة نخبة من الخبراء في الشؤون النووية والسياسة الدولية، مقدمين رؤى تحليلية متباينة حول القدرات الإيرانية، والرسائل الأمريكية، وتأثيرات العملية على الأمن الإقليمي والدولي.

قراءة في التوقيت والدلالات

جاءت هذه الضربة في توقيت استراتيجي دقيق يشهد تغييرات متسارعة في موازين القوى بالمنطقة، ما جعل من القضية محورًا حيويًا للنقاش السياسي والإعلامي، خصوصًا في ظل غياب أفق واضح لحل شامل ينهي الأزمة النووية الإيرانية ويضمن استقرار الشرق الأوسط.

الحكومة الأمريكية

البنتاغون: أعلن وزير الدفاع بيت هيغسِث ورئيس الأركان المشتركة الجنرال دان كاين أن العملية (المسماة عملية المطرقة الخامسة عشر) استخدمت قنابل ضخمة (GBU‑57 وزن 30,000 رطل) عبر قاذفات B‑2، مستهدفة منشآت فوردو ونطنز وإصفهان. 

وصفا الضربة بأنها “نجاح كبير” من الناحية التكتيكية، لكنهما لم يقدما وضوحًا بشأن مدى التأثير طويل الأمد على البرنامج النووي الإيراني.

وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية (DIA): خلصت إلى أن الضربة “ربما ألحقت تأخيرًا ببضعة أشهر” على أقصى تقدير، ولم تدمر البرنامج بشكل نهائي. معهد الطاقة الذرية الدولي (IAEA)

حذّر المدير العام رافاييل غروسي من صعوبة تقييم الأضرار في فوردو (المغطاة بالصخور)، مطالبًا بإعادة فتح التحقيقات لتحديد مصير اليورانيوم المخصب وعدد الطلمبات المتضررة .

أكدت الوكالة عدم رصد زيادات في الإشعاع خارج المواقع المستهدفة، لكنها رصدت “أضرارًا هائلة” في أجهزة الطرد المركزي بموقع فوردو .

خبراء دوليون

دافيا دولزيكوفا (RUSI): “الهجمات العسكرية يمكنها تقليص مدى البرنامج، لكن لا يوجد حل عسكري نهائي. الخبرات النووية تبقى، لذا لا يمكن تدمير الطموح الإيراني بالنار” .

إيران ليرمان (معهد القدس): لفت إلى أن المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية أفادت بأن "مهاجمة المنشآت لا يعني القضاء على الطموحات النووية". 

ديفيد ألبرايت (إدارة مراقبة الأسلحة): أكّد أن ما لم تُدمّر أجهزة الطرد المركزي بالكامل، فذلك لا يؤثر على القدرة الأساسية لإنتاج الأسلحة النووية لدى إيران.

جيوفري لويس (معهد ميدلبوري): بعد تحليل صور الأقمار الصناعية قال: "المواد المخزنة في أنفاق فوردو لم تُستهدَف، لذا تظل إيران تملك ما تحتاجه للبناء مجددًا".

 ردود فعل دولية

الأمم المتحدة: الأمين العام أنطونيو غوتيريش وصف الضربة بأنها “تصعيد خطير”، واعتبر أن “العالم أصبح على حافة لا رجوع منها”، داعياً لتسريع العودة إلى طاولة الحوار .

المملكة المتحدة: رئيس الوزراء كير ستارمر وصف البرنامج النووي الإيراني بأنه “تهديد حقيقي”، لكنه أكد أن الطريق الأمثل هو العودة للمفاوضات الدبلوماسية .

الصين وباكستان: رفضتا التصعيد واعتبرتا الضربة “انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي”، مع دعوتهما لاحترام السيادة والدفع نحو العودة للحوار .

النجاح العسكري محدود: تحقق ضرر هيكلي، لكن الكفاءات والمخزون المخصب ربما بقيت محفوظة ومتنقلة.

الضربة أرسلت رسائل سياسية واضحة: اجتماع بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتأكيد استخدام القوة العسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني.

الدبلوماسية على المحك: في ظل ضغط دولي ودعوات أممية، تبرز أهمية العودة للمفاوضات لتجنب فوضى بأبعاد أوسع.

الاستجابة الإيرانية: تشمل نفي شامل واستعداد لإعادة البناء، مع تحذير من تبعات تصعيدية.

إمكانية طور جديد في سباق التسلح بالمنطقة

: حيث يرى الخبراء أن التجربة ربما زادت من عزيمة إيران للوصول إلى قنابل نووية كحصانة.