قال الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري المصري، إن قضايا المياه تمثل تحديا عربيا وإفريقيا مشتركا، ويزداد حدة بفعل تغير المناخ وندرة الموارد.
وأضاف في كلمة ألقاها نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال احتفال سفارة جمهورية چيبوتي في القاهرة، بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للاستقلال، أنه فى ضوء اعتماد مصر شبه الكامل على مياه نهر النيل، فإنها تؤمن بأن التعاون العابر للحدود القائم على مبادئ القانون الدولي، هو السبيل الأمثل لتحقيق استدامة الموارد المائية.
وأشار سويلم، إلى أن هذا الواقع الإقليمي والدولي يفرض علينا إدراك حجم التحديات التي تواجهنا، من قضايا الأمن والسلم، إلى قضايا التنمية المستدامة والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وأكد تعاظم هذه التحديات في منطقتينا العربية والإفريقية، التي تجمعنا فيها الهوية، ويربطها شريان استراتيجي حيوي هو البحر الأحمر، وما يرتبط به من تحديات أمنية واقتصادية، باتت تتطلب تعاونا وثيقا وتنسيقا مستمرا.
ونوه الوزير إلى العلاقات التاريخية الراسخة والمتميزة التى تجمع مصر وجيبوتي، والتى ترسخت عبر عقود طويلة من التعاون الأخوي، وأصبحت مثالاً يُحتذى به في التعاون البناء بين الدول الشقيقة.
وأشار إلى الاحتياج لهذا النمط من العلاقات الثنائية النموذجية، في ظل ما نشهده جميعا من تحديات دولية وإقليمية مركبة ومتعددة الأوجه، تحتم علينا مزيدا من التعاون والتكاتف وتوحيد الرؤى.
كما نقل الدكتور سويلم، خلال الكلمة، تهنئة الدولة المصرية لجمهورية جيبوتي الشقيقة على انتخاب محمود علي يوسف - وزير خارجية جيبوتي السابق - رئيساً لمفوضية الاتحاد الإفريقي في هذه المرحلة الدقيقة.
وقال إن هذا الاختيار يعد مكسبا كبيرا للقارة الإفريقية بأكملها، لما عرف عنه من رؤية حكيمة وخبرة واسعة ساهمت بشكل كبير في تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي، أثناء توليه حقيبة وزارة الخارجية.
وأعرب سويلم، عن تطلع مصر بثقة إلى دور رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في تعزيز العمل الإفريقي المشترك، وتعميق التكامل والتعاون الإقليميين.
وأشار الدكتور سويلم، إلى أن الزيارة التاريخية للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي في شهر إبريل ٢٠٢٥، عكست الإرادة السياسية المشتركة لتعزيز هذه العلاقات في طيف واسع من القطاعات.
وشملت هذه القطاعات، الدفاع والأمن، ومكافحة الفكر المتطرف والإعلام، والطاقة، والتجارة والاستثمار، والاتصالات، والزراعة والتعليم والتعليم العالي، والثقافة، والصحة، والتضامن الاجتماعي، والسياحة، وفي المجالات الشبابية والرياضية، والموارد المائية والري.
واستعرض وزير الري، في الكلمة، أبرز مجالات التعاون بين مصر وجيبوتي في مجال الموارد المائية والري، الذي يمثل نموذجا يُحتذى في التعاون الفني وتبادل الخبرات، معرباً عن تقديره البالغ لمشاركة جيبوتي في مبادرة تعزيز التكيف مع تغيرات المناخ في مجال المياه «AWARe»، والتى يعد من أبرز إنجازاتها تنمية القدرات الفنية للمتخصصين الأفارقة فى مجال المياه، وهو ما يعكس التزام مصر ببناء القدرات العربية والإفريقية وتعزيز الحلول المائية المستدامة والمقاوِمة لتغير المناخ.