منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، استغل تنظيم داعش حالة الفراغ الأمني، خصوصًا في البادية السورية (مناطق حمص – حماة – دير الزور – الرقة)، لتعزيز حضوره وتنشيط خلاياه .
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يضم التنظيم بين 1,500 و3,000 مقاتل في سوريا والعراق، معظمهم في سوريا .
يعتمد التنظيم على خلايا نائمة تمشط المدن الرئيسية (دمشق – حلب – الرقة) عبر شن هجمات فردية أو على مستوى خلية .
ينشط بقوة في البادية لسهولة الاختباء والتسلل، مستفيدًا من التضاريس والمخيمات والسجون التي تشهد اكتظاظًا بعناصر داعش .
نفّذ التنظيم نحو 38 هجومًا في سوريا خلال أول 5 أشهر من 2025، ومن المتوقع أن يصل عدد الهجمات إلى حوالي 90 بنهاية العام، رغم كونه أقل من ذروة السنوات الماضية .
السلطات السورية، وقوات قسد وشركاؤهم (التحالف الدولي)، أحبطوا عدة مخططات تفجيرية وهجومية .
أبرز العمليات الأخيرة:
هجوم انتحاري بسيارة مفخخة على مركز أمني في مايو 2025، أوقع 5 قتلى .
استهداف نقاط تفتيش تابعة للأمن الداخلي في دير الزور، وقتل عامل في 17 يونيو 2025 .
وقع الانفجار يوم الأحد 22 يونيو 2025، داخل كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، دمشق. وتسبب في سقوط 25 قتيلاً وعدد كبير من المصابين (بين 20 إلى 25 قتيلًا – وزارة الصحة) .
أوضحت وزارة الداخلية أن الهجوم نفذه انتحاري تابع لـ«داعش» عبر إطلاق نار ثم تفجير نفسه في داخل الكنيسة، مستخدمًا سترة ناسفة .
كشف قائد في الجيش السوري الجديد عن معلومات حساسة تتعلق بخطط لتنظيم «داعش» بهدف معاودة نشاطه في البلاد.
وقال المصدر، إن «الجيش تمكن من الحصول على معلومات حول مخططات للتنظيم لتنفيذ عمل عسكري واسع ومفاجئ، من خلال السيطرة على أحياء عدة في مدن رئيسية في وقت واحد، على أساس أن نقطة الانطلاق، ستكون حمص، علماً بأن الأهداف التكتيكية تتضمن أماكن عبادة ومقامات دينية، لإحراج الحكومة السورية، والإيحاء بأن البلاد غير آمنة».
ولفت المصدر إلى أن «داعش» يعتمد استراتيجية جديدة للتغلغل من المناطق الصحراوية والبادية إلى المراكز الحضرية، في وقت تحاول السلطات السورية وبشتى الوسائل، عزل التنظيم عن حاضنته السابقة.
الجهة المنفذة
على الرغم من إعلان داعش مسؤوليته، ذكر بطريرك أنطاكية “يوحنا العاشر يازجي” أن منفذًا من «سرايا أنصار السنة» نفّذه، بينما أكدت الداخلية انتماءه لداعش وحددت هويته: "محمد عبد الإله الجميلي" من “الحجر الأسود” .
واعتبر البطريرك الهجوم اعتداء على المجتمع السوري بأكمله، وأشار للاتصال والمواساة من قبل رئيس الحكومة أحمد الشرع .
عودة داعش تركيز على خلايا نائمة، استغلال الفوضى الأمنية، نشاط في البادية والمدن، حيث أن قدرات التنظيم 1,500–3,000 عنصر، تنفيذ 90 هجومًا متوقعة عام 2025، مبادرات إرهابية بارزة.
والرد الأمني تحالف دولي وسلطات محلية استطاعا إحباط عدد من الهجمات، وكذلك تفجير الكنيسة أول هجوم انتحاري داخل كنيسة منذ سقوط الأسد، أدى إلى 25 قتيلًا.
السيناريو المستقبلية
التحالف الدولي ركّز على منع داعش من استعادة أوراق قوته عبر دعم قسد وتقوية الأجهزة الأمنية ، وبالرغم تراجع الحالة التنظيمية، فإن الظروف الأمنية الهشة تجعل من عودة التنظيم ممكنة .
داعش بات يعيد التموضع في سوريا من خلال خلايا نائمة وهجمات فردية متقطعة، يستغل حالة الفوضى واستنزاف الأجهزة الأمنية. انفجار كنيسة مار إلياس في دمشق يمثل تصعيدًا خطيرًا ويؤكد عودة التنظيم لاتخاذ اعتداءات ضد المدنيين، ما يتطلب تعزيز الجهود الأمنية والاستخبارية محليًا ودوليًا.