في هجوم جديد أثار جدلًا واسعًا، فتح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، النار على وسائل الإعلام، مُشككًا في صحة الأنباء المتداولة حول فشل جزئي للضربات الأمريكية على «المنشآت النووية الإيرانية»، ما دفع كثيرين لطرح تساؤلات حول حقيقة ما جرى.
وفي هذا الصدد، هاجم دونالد ترامب، كلًا من شبكة «سي إن إن» وصحيفة «نيويورك تايمز»، على خلفية تقارير نشرتها المؤسستان الإعلاميتان تُفيد بأن «الضربات الأمريكية للمواقع النووية الإيرانية لم تُحقق أهدافها بشكل كامل».
وأكد الرئيس الأمريكي في منشور على منصة «تروث سوشيال»، اليوم الأربعاء، أن «المواقع النووية في إيران دُمرت بالكامل"، واصفًا الضربات بأنها «واحدة من أنجح الضربات العسكرية في التاريخ».
وقال ترامب: «سي إن إن الإخبارية المُزيفة، بالتعاون مع نيويورك تايمز الفاشلة، تُحاولان التقليل من شأن أحد أنجح الضربات العسكرية في التاريخ».
تأتي هذه التصريحات في أعقاب تقرير استخباراتي أمريكي أولي كشف أن الضربات التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية الأسبوع الماضي لم تُدمّر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، حيث اقتصر تأثيرها على إعاقة التقدم النووي لبضعة أشهر فقط.
يُذكر أن الضربات التي نفذتها القاذفات الأمريكية من طراز (بي-2) باستخدام قنابل ثقيلة زنة (30) ألف رطل، لم تتمكن من القضاء الكامل على أجهزة الطرد المركزي أو اليورانيوم عالي التخصيب، حيث اقتصرت الأضرار على المنشآت فوق الأرض.
وتأتي تصريحات «ترامب» في سياق مُتوتر، وسط تساؤلات مُتزايدة حول دقة الروايات الرسمية والمعلومات الإعلامية بشأن نتائج الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.
من ناحية أخرى، صرّح وزير الخارجية الأمريكي السابق، «أنتوني بلينكن» بأن الضربات الجوية التي نفذتها بلاده لم تنجح في تدمير «البرنامج النووي الإيراني»، في اعتراف يعكس تعقيد التحدي الذي تُمثّله طهران.
وكتب «بلينكن»، في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، مقالًا أكد من خلاله أن «إيران قادرة على إصلاح الأضرار التي سببتها الضربات الأمريكية لمنشآتها النووية بسرعة».
وقال بلينكن: «فشلت الجهود الدبلوماسية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع أنه لا شك في أن الضربة الأمريكية أبطأت طموحات إيران النووية، إلا أنها قادرة على إعادة بناء المنشآت بسرعة في أماكن وأعماق يصعب اختراقها تقريبا، مع مواصلة تطوير الأسلحة في الوقت نفسه».
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي، نقلًا عن خبراء، أن «هناك شكوكًا حول قدرة القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات على تدمير الأهداف في إيران».
وتابع: «لدى الخبراء الذين تحدثت معهم شكوك جدية حول قدرة القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات الفريدة، التي تزن (30) ألف رطل (13.6 طن)، على تعطيل منشأة فوردو وغيرها من الأهداف العميقة والمحصنة في البرنامج النووي الإيراني».
وختم بلينكن قائلًا: «تُشير التقارير الأولية إلى أنه على الرغم من تضرر البنية التحتية النووية الإيرانية بشدة، إلا أنها لم تُدمّر».
وفي وقت سابق، أفاد السيناتور الديمقراطي «كريس مورفي»، لشبكة «CNN»، بأن الجيش الأمريكي لم يُوجّه «ضربة قاضية» للبرنامج النووي الإيراني، على الرغم من تصريحات «ترامب».
وفي وقت سابق، وصف الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الهجمات الأخيرة بأنها "هائلة"، مُشيرًا إلى تأثيرات واسعة النطاق على القدرات النووية لطهران.