في أعقاب الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية، وعلى رأسها منشأة فوردو، تجدد الجدل حول مدى خطورة التصعيد العسكري في المنطقة وتأثيره المحتمل على أمن المنشآت النووية، وسلامة المواد الحساسة المخزنة داخلها.
الأخطار الناتجة عن نقل اليورانيوم تُعد محدودة للغاية، أن اليورانيوم، رغم كونه مادة نووية، إلا أنه ضعيف الإشعاع من الناحية الفيزيائية، ولا يشكل خطرًا كبيرًا أثناء نقله.
وأشار إلى أن التصريح الإيراني الموجّه إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بشأن تأمين هذه المواد، يحمل دلالة بالغة الأهمية، التمييز العلمي بين "الأمان النووي" – المرتبط بالحماية من الإشعاع – و"الأمن النووي" – المرتبط بمنع السطو أو التخريب أو الاستيلاء على المواد، واعتبر أن تعهد إيران بتأمين تلك المواد يعني ضمان عدم وقوعها في أيدٍ غير مشروعة.
وأوضح خبير نووي، أن المعدات الموجودة في منشآت التخصيب، وخصوصًا في فوردو، شديدة الحساسية، مشيرًا إلى أن الاهتزازات الناتجة عن الضربات العسكرية قد تتسبب في أضرار غير مباشرة بالأجهزة الدقيقة التي لا تتحمل مثل هذه الاضطرابات.
كما لفت خبير نووي، إلى أن تدمير مدخل منشأة فوردو يمثل عائقًا كبيرًا أمام تنفيذ أي عمليات تقييم أو تفتيش فني دقيق، حيث كان المدخل نقطة رئيسية لدخول الفنيين، وغيابه يؤخر أي محاولة لرصد الأضرار بشكل علمي وموضوعي.
وشدد على أنه "لا شك في أن الضربة كانت قوية، وحجم الدمار كبير"، مؤكدًا أن فوردو ليست مفاعلًا نوويًا كما يُعتقد، بل هي منشأة متخصصة في تخصيب اليورانيوم، وهو ما يجعلها هدفًا مركزيًا في أي مواجهة تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
وفي قراءة لقدرة إيران على استعادة قدراتها، قال الأدهم إن أي برنامج نووي يتكوّن من شقين أساسيين: تقني وبشري، فالشق التقني يشمل التصميمات، الوثائق، المعدات والمواد، وهي قابلة لإعادة البناء طالما أن البنية التحتية الأساسية ما زالت قائمة.
أما العنصر البشري، فرغم تعرض إيران لاغتيال عدد من علمائها، فإن أجيالًا جديدة من الخبراء ما زالت تمتلك الكفاءة والخبرة الكافية لإعادة تأهيل المنظومة، صناعة أجهزة الطرد المركزي محليًا دليل على امتلاك إيران للمعرفة الذاتية، ما يجعلها قادرة على إعادة التصنيع والإصلاح عند الحاجة.
ورغم اعترافه بأن فقد العلماء يمثل خسارة حقيقية، أوضح الأدهم أن دورهم الأساسي يتمثل في التطوير، بينما يمكن لفرق داخلية أخرى القيام بمهام الإصلاح وإعادة البناء، بشرط توفير الحماية اللازمة لهم لمنع تكرار الاستهداف.
في سياق متصل، ركزت الهجمات الأميركية والإسرائيلية، على ما يُعرف بـ"حجر الزاوية" في البرنامج النووي الإيراني، وهو عملية تخصيب اليورانيوم، وهذه المرحلة هي الفاصلة بين البرنامج النووي السلمي والتحول إلى بُعد عسكري.
وأكد أن حجم الضربة يتناسب مع حجم الضرر المحتمل، ما يستدعي من إيران استخلاص الدروس الأمنية ووضع آليات أكثر فاعلية لحماية منشآتها مستقبلاً.
كانت الولايات المتحدة، في خطوة مفاجئة، قد استهدفت عدة مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، من بينها منشأة فوردو المدفونة داخل الجبال قرب مدينة قم، والتي تعتبر من أكثر المواقع تحصينًا في إيران. وفي أعقاب الضربة، أعلنت مصادر استخباراتية غربية أن إيران نقلت كميات من اليورانيوم المخصب إلى مواقع بديلة مؤمنة، وسط تكتم رسمي على طبيعة هذه المواقع ومواصفاتها.
في المقابل، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها من صعوبة الوصول السريع إلى المنشآت المتضررة، مطالبة إيران بضمان استمرارية التعاون والشفافية.
🏷️ المنشأة | 📍 الموقع | ⚙️ الوظيفة الأساسية | 🛡️ الوضع / التميّز |
---|---|---|---|
نطنز (Natanz) | محافظة أصفهان | تخصيب اليورانيوم (IR-1 وIR-2m) | منشأة رئيسية خاضعة لتفتيش IAEA، تعرضت لهجمات إلكترونية وتخريب سابقاً |
فوردو (Fordow) | قرب قم، داخل جبل | تخصيب اليورانيوم بدرجات مختلفة | منشأة محصنة تحت الأرض، أُعيد تشغيلها بعد 2015، ذات طابع حساس |
بوشهر (Bushehr) | جنوب إيران، ساحل الخليج | مفاعل لإنتاج الطاقة الكهربائية | مفاعل مدني بالتعاون مع روسيا، تحت إشراف IAEA |
أراك (IR-40) | مدينة أراك | نظريًا: إنتاج البلوتونيوم للأسلحة النووية | خضع لإعادة تصميم بموجب الاتفاق النووي لمنع إنتاج البلوتونيوم |
أصفهان | محافظة أصفهان | تحويل اليورانيوم (إنتاج UF6)، أبحاث ومفاعلات تجريبية | مركز تقني رئيسي يضم منشآت متعددة في دورة الوقود النووي |
بندر عباس | جنوب إيران | معالجة واستخراج "الكعكة الصفراء" (U₃O₈) من الخام | جزء من المراحل الأولية لدورة الوقود النووي، لا يُستخدم للتخصيب |
مفاعل طهران للأبحاث | طهران | إنتاج النظائر الطبية والبحثية | مفاعل أبحاث قديم، يستخدم وقوداً مخصباً حتى 20% |