يُحاول الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الحفاظ على سياسة عدم التصعيد مع «إيران»، مع الإبقاء على خيار الرد العسكري مفتوحًا في حال تعرض القواعد الأمريكية للخطر.
وفي هذا الصدد، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أمريكي تأكيده أن الرئيس «ترامب» لا يرغب في استمرار الضربات على «إيران»، لكنه مُستعد للرد إذا «تعرضت القواعد الأمريكية لأي تهديد».
وأفاد «أكسيوس» نقلاً عن مسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل، بأن «ترامب» أبلغ رئيس الوزراء «نتنياهو»، عبر مكالمة هاتفية، عقب الضربات على المنشآت النووية الإيرانية، أن هدفه المُقبل هو «التوصل إلى اتفاق مع إيران».
كذلك فقد ذكر مسؤول أمريكي للموقع أن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، «بعث رسالة إلى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يبلغه فيها أن العملية الأمريكية ضربة واحدة».
وأضاف المسؤول الأمريكي، أن «ويتكوف أكد لعراقجي أن الولايات المتحدة لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي وتريد من إيران العودة إلى المفاوضات بعد ضرب المنشآت النووية».
وكانت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، قد نقلت عن مصادر عبرية قولها، إن إسرائيل ستقبل بوقف إطلاق النار إذا أوقف المرشد الإيراني إطلاق النار وقال إنه يُريد إنهاء الحرب.
وأضافت الصحيفة العبرية، نقلًا عن المصادر أن «تل أبيب ترغب بإنهاء الصراع بأسرع وقت وربما هذا الأسبوع وأنها لا تُريد حرب استنزاف، لكنها مُستعدة لذلك».
كما وقالت المصادر إن «إسرائيل ترى فرصة ضئيلة للدخول في مفاوضات لاتفاق نووي حاليًا وخاصة وأنها نجحت في تدمير مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب».
وعلى الصعيد العسكري، أوضحت المصادر للصحيفة، أن إيران تملك الآن نحو مئتي منصة إطلاق صواريخ ونحو ألف وخمسمئة صاروخ.
ويبقى الموقف الأمريكي مُرتبطًا بتطورات الأحداث على الأرض، حيث تُؤكد «واشنطن» على حقها في الدفاع عن قواعدها، مع السعي لتجنب أي تصعيد عسكري جديد.
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، كشفت «واشنطن» عن تحركات ميدانية قد تُشكّل تهديدًا مباشرًا لقواعدها العسكرية في كل من «العراق وسوريا»، ما يعكس تغيرًا في طبيعة المخاطر التي تُواجهها القوات الأمريكية في المنطقة.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، اليوم الإثنين، مقالًا مُطولًا أشارت من خلاله إلى أن «واشنطن رصدت تحضيرات لهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا».
وكتبت الصحيفة: «رصد مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أمريكيون دلائل على أن ميليشيات مدعومة من إيران تستعد لمهاجمة قواعد أمريكية في العراق وسوريا ردًا على الضربات الأمريكية في إيران».
ونوهت الصحيفة إلى أن «المسؤولين العراقيين يبذلون جهودًا حثيثة لثني الميليشيات عن القيام بأي عمل».
يأتي ذلك على خلفية تعرض (3) منشآت نووية إيرانية رئيسية خلال الساعات الماضية لهجمات أمريكية، وهي «فوردو ونطنز وأصفهان»، فيما أعلن «الحرس الثوري الإيراني» أن الحرب بالنسبة له قد بدأت الآن، حيث استهدف عدة مناطق في إسرائيل بعشرات الصواريخ.
من جهته، أكد «مركز السلامة النووية» الإيراني، عدم تسجل أي علامات تلوث إشعاعي، وأنه لا خطر على سكان المناطق القريبة من المواقع النووية الإيرانية.
ويبدو أن هذه التحركات تعكس تصاعد التوترات الإقليمية، وسط تساؤلات حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة وقدرته على مواجهة التحديات المتنامية.
من جهة أخرى، وصف الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الهجمات الأخيرة بأنها "هائلة"، مُشيرًا إلى تأثيرات واسعة النطاق على القدرات النووية لطهران.
