دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل مرحلة غير مسبوقة من التصعيد المباشر، وسط غياب الخطوط الحمراء التقليدية التي لطالما كبحت انفجار التوتر بين الطرفين على مدى عقود.
فما بدأ كهجوم إسرائيلي "محدود" سرعان ما تحوّل إلى سلسلة من الردود المتبادلة، واضعًا المنطقة أمام سيناريو حرب مفتوحة ذات أبعاد استراتيجية معقدة.
في فجر يوم الجمعة، نفّذت إسرائيل هجومًا مباغتًا على مواقع داخل إيران بزعم "منع تهديد وجودي"، لتُطلق بذلك شرارة مواجهة شاملة.
غير أن "نشوة النصر" التي حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الترويج لها تلاشت سريعًا بعد الرد الصاروخي الإيراني الذي استهدف العمق الإسرائيلي، مُحدثًا أضرارًا ميدانية ونفسية غير مسبوقة.
تقرير ميداني أشار إلى أن مناطق إسرائيلية كاملة تعرّضت لدمار جزئي، مع سقوط قتلى وجرحى، فيما عجزت أنظمة الدفاع الجوي – رغم دعمها الغربي – عن صد كل الهجمات.
باتت حكومة نتنياهو تحت وابل من الانتقادات الحادة، ليس فقط لفشلها في تقدير حجم الرد الإيراني، بل أيضًا بسبب التكتم الإعلامي على الخسائر، خاصة في المواقع العسكرية الاستراتيجية التي يُمنع النشر عنها. ومع تزايد الضغط الداخلي، بدأت أصوات إسرائيلية تحذّر من "فخ حرب طويلة"، رُبما نصبه نتنياهو لنفسه في محاولة للهروب من مأزق الحرب المستمرة في غزة.
أثبتت طهران – من خلال ردّها الفوري والعلني – أنها لم تعد تكتفي بسياسة "الرد غير المباشر"، بل انتقلت إلى المواجهة المفتوحة. وقد وجّه ذلك رسالة استراتيجية مفادها أن إيران تمتلك قرار التصعيد والرد، وأن الحرب لم تعد تُدار وفق حسابات تل أبيب وحدها.
في ضوء المؤشرات الحالية، يرى خبراء أن الجبهتين تندفعان نحو حرب استنزاف طويلة الأمد، حيث تتكرر الضربات في العمق وتُستخدم أدوات متقدمة لكسر الإرادة السياسية للطرف الآخر.
في المقابل، لا يبدو أن أي من الطرفين مستعد للتراجع في المدى القريب، ما يزيد من مخاطر التوسع الإقليمي.
ومع تآكل "عنصر المفاجأة"، تجد إسرائيل نفسها أمام واقع جديد: لم تعد الضربات الأولى قادرة على حسم نتائج الحرب، بل قد تكون فقط بوابة لأثمان باهظة.
ووسط هذا المشهد الغامض، لا تزال أبواب المجهول مفتوحة، في وقت يترقب فيه العالم قرارات اللحظة القادمة من طهران وتل أبيب على حد سواء.
دعا دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي) إيران إلى "استسلام غير مشروط"، محذّرًا من أن صبر الولايات المتحدة ينفد وسيكون هناك تصاعد عسكري أكبر إذا استمر الصراع، أكد أنه يعارض اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، مشيرًا إلى أن طهران لم تقتل أي أمريكي بعد، وأن المستوى الحالي من العنف لا يبرر هذه الخطوة .
كشف عن تواصل هاتفياً مع نتنياهو ورفاقه، موضحًا أن واشنطن ليست طرفاً مباشراً في الهجمات الإسرائيلية، لكنها تقدم دعماً دفاعياً .
كرّر الضغط الدبلوماسي على إيران: "إما اتفاق نووي أو ضربة أكثر وحشية"، مؤكّدًا أنه أبلغ طهران بأن لدى إسرائيل تسعين يومًا للتوصل إلى صفقة أو انطلاق الضربات الأكثر تدميرًا.
وصف بنيامين نتنياهو (رئيس وزراء إسرائيل) المرشد خامنئي بـ"شبيه هتلر المعاصر"، وأعلن أن إسرائيل لن تتوانى عن العملـ ـبما في ذلك فرض تغيير نظام إيران إذا تطلب الأمر .
أقرّ بأن الضربات الإسرائيلية تجاوزت الأهداف النووية لتطال مواقع مثل مباني البث والرادارات المركزية، بهدف ضرب الهيكل الرمزي للنظام الإيراني وتحفيز تغيير داخلي.
رفض التعليق رسميًا حول مخطط اغتيال خاطف للمُرشد خامنئي، مكتفيًا بالقول إن ما يلزم ستقوم به إسرائيل، بينما صبّ على رسالة ضمنية إلى دعم أميركي.
حذر علي خامنئي (المرشد الأعلى الإيراني) إسرائيل من عِقاب قاسٍ، مؤكدًا أن قواعد الاشتباك قد تغيّرت، وأن الرد الإيراني سيكون أقوى من الضربة ولن يكون مجرد رد بالمثل.
عبّر عن رفضه لمواصلة المفاوضات النووية حال استمرار الاعتداءات، مهدّداً بأن الردود الإيرانية ستتجاوز حدود الرد المعتاد، أكد أيضًا على وحدة الداخل الإيراني ورفضه لأي انقلاب أو محاولة إسقاط النظام، معتبرًا أن ردّ طهران العسكري يعكس قوة سياسية داخلياً.