لليوم الرابع، تبادلت إسرائيل وإيران هجمات على منشآت طاقة تابعة لبعضهما البعض، في تصعيد كبيرينذر بازمة كبيرة، يُقرّب الصراع من قطاع حيوي للاقتصاد والأسواق العالمية.
وفي هذا الصدد، كانت الهجمات محدودة حتى الآن، لكن ارتفعت خشية وقوع أضرار أكبر، كما أثر القتال في حركة ناقلات النفط وتدفقات الإمدادات، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وامتدت أزمة الشرق الأوسط المتفاقمة إلى البنية التحتية للطاقة في إيران، حيث شنت إسرائيل هجوماً على حقل غاز عملاق في الخليج العربي، مما يُهدد بمزيد من الاضطرابات في الأسواق.
ومع تلويح إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره ثلث نفط العالم، فإن احتمالات تأثر قطاع الطاقة تبدو متوقعة وكارثية إذا تصاعد الصراع ونفّذت طهران وعيدها.
وقرب إيران كمنتج رئيس للنفط من مُصدّرين رئيسين آخرين وطرق عبور، يمنحها نفوذًا على أسواق الطاقة العالمية. ولطالما وجّهت طهران هذا التهديد في أوقات التوتر دون أن تتخذ أي إجراء.
مع ذلك، أفادت شركة فانغارد تك للاستشارات الأمنية البحرية في مذكرة لعملائها، بأن شركات الشحن قلقة من أن السفن التي تمر عبر المضيق تواجه خطرًا كبيرًا من الأضرار الجانبية، وسوء تحديد الهوية من قبل الأطراف المتحاربة.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي 7.3% لتغلق عند 73 دولارًا للبرميل يوم الجمعة، وهو أعلى سعر لها في أربعة أشهر.
لكن طهران أيضًا عرضة للخطر على صعيد الطاقة، إذ يُعد إنتاجها مصدرًا حيويًّا لإمدادات الوقود المحلية وإيرادات التصدير في وقت تعاني فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة؛ ما يجعلها هدفًا مغريًا في حال تصاعد القتال.
وفي إشارة إلى حساسيتها، ضغطت إدارة جو بايدن على إسرائيل، عندما كانت تدرس ردّها على هجوم صاروخي إيراني في الخريف الماضي، لعدم ضرب قطاع الطاقة لطهران خوفًا من التصعيد؛ ما أثر في النهاية في اختيار تل أبيب للأهداف.
إلا أنه في التصعيد الأخير تلاشى هذا الضبط، ففي يوم السبت، أعلنت إيران أن إسرائيل هي من فجرت منشأتين للغاز الطبيعي في حقل بارس الجنوبي العملاق في الخليج العربي بغارات جوية.
في وقت لاحق من ذلك اليوم، أصاب صاروخ إيراني مصفاة في حيفا، شمال تل أبيب؛ ما أدى إلى إتلاف خطوط الأنابيب وإغلاق جزئي، وفقًا لمشغل المصفاة ولقطات تحققت منها ستوريفول، المملوكة لشركة نيوز كورب، مالكة صحيفة وول ستريت جورنال.
ثم ضربت إسرائيل مستودع الوقود الرئيس ومصفاة النفط المركزية في العاصمة الإيرانية طهران؛ ما أدى إلى اشتعال النيران في السماء قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق في وقت مبكر من يوم الأحد.
وقال همايون فلكشاهي، رئيس قسم تحليل النفط الخام في شركة بيانات السلع كبلر، إن الهجمات على منشآت النفط "تفتح الباب أمام التلاعب النفسي والتهديدات" التي يمكن أن تدفع الأسعار إلى الارتفاع.
وأشارت كبلر إلى أن العديد من الناقلات التي كانت متجهة للتحميل من ميناء تصدير النفط الخام الرئيس في إيران، جزيرة خرج، أرجأت وصولها منذ يوم الجمعة بسبب المخاطر التي يشكلها القتال. ويُصدر خرج معظم إنتاج إيران من النفط الخام، والبالغ 1.5 مليون برميل يوميًّا، وهو مصدر مهم للإمدادات إلى الصين.
في البحر الأبيض المتوسط، قطعت إسرائيل إمدادات الغاز الطبيعي من حقولها الرئيسة تحسبًا لاستهدافها في القتال. وأعلنت كل من مصر والأردن، اللتين تستوردان الغاز من هذه الحقول، أنهما تعانيان من انقطاعات في إمدادات الغاز الطبيعي وتبحثان عن بدائل.
ويُمثل استهداف أصول الطاقة جبهة جديدة في الصراع، الذي اندلع يوم الجمعة عندما شنت إسرائيل موجة من الهجمات التي استهدفت البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
في حين أن الأضرار التي لحقت بمنشأة الغاز قد تقتصر آثارها على نظام الطاقة المحلي الإيراني، إلا أن التصعيد قد يُثير المزيد من التقلبات في العقود المستقبلية للنفط عند استئناف التداول بعد عطلة نهاية الأسبوع في الأسواق العالمية.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني مساء الجمعة عن إطلاق عملية "الوعد الصادق 3"، حيث استهدفت مئات الصواريخ الباليستية أراضي الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ردًا على الضربات التي شنها الجيش الإسرائيلي فجر اليوم على منشآت نووية وعسكرية في إيران، وأسفرت عن استشهاد عدد من القادة العسكريين والخبراء النوويين.