أعلنت وسائل إعلام رسمية في إيران، الجمعة، مقتل قائد الحرس الثوري حسين سلامي، في غارة إسرائيلية.
وكان التلفزيون الإيراني الرسمي أعلن أن مقر الحرس الثوري في طهران تعرض لقصف إسرائيلي، وبث لقطات تظهر حرائق ودخانا في مقر قيادته.
ومن جهة أخرى، رجح مسؤول عسكري إسرائيلي مقتل أعضاء في هيئة الأركان العامة الإيرانية، بما في ذلك رئيس الأركان محمد باقري، وعدد من كبار العلماء النوويين.
وقال المسؤول إن هناك "احتمالات متزايدة" بمقتل هؤلاء، في الضربة التي شنتها إسرائيل على إيران، الجمعة.
وكان مسؤول عسكري إسرائيلي أعلن أن إسرائيل استهدفت قادة إيرانيين، إلى جانب ضرب منشآت نووية وعسكرية.
حسين سلامي ضابط عسكري إيراني شغل منصب القائد العام للحرس الثوري الإيراني من عام 2019 حتى 2025.
انضم إلى الحرس الثوري في الحرب الإيرانية العراقية عام 1980 عندما كان طالبًا جامعيًا، وتدرَّج في الرتب حتى أصبح نائبَ القائد، ثم في 21 أبريل 2019 عيَّنه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي قائدًا عامًّا جديدًا للحرس الثوري خلفًا للواء محمد علي جعفري.
وقد برز سلامي بين قادة الحرس الثوري بخطاباته النارية والعدائية التي تستهدف الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.
النشأة والتعليم
وُلد حسين سلامي في عام 1960 في كلبايكان بمحافظة أصفهان التي كانت حينئذٍ جزءًا من الدولة الإمبراطورية الإيرانية.
في عام 1978، قُبل في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة إيران للعلوم والتقنية. وعندما اندلعت الحرب الإيرانية العراقية، انضم إلى الحرس الثوري الإسلامي. وبعد انتهاء الحرب، عاد إلى دراسته الجامعية وتخرَّج حاصلًا على شهادة (ماجستير) في إدارة الدفاع.
مسيرته
قادة الحرس الثوري الإيراني يصدرون وينفذون ضربات صاروخية على إسرائيل (1 أكتوبر 2024). ويُعدّ سلامي الجنرال الرئيسي الظاهر في الفيديو.
بعد انضمامه إلى الحرس الثوري الإسلامي مع بداية الحرب الإيرانية العراقية عام 1980، تدرّج سلامي في الرتب حتى أصبح نائب القائد.
وفي يناير 2019، صرّح سلامي قائلًا: «سنقاتلهم على مستوى العالم، وليس في مكان واحد فقط. حربنا ليست محلية، لدينا خطط لهزيمة القوى العالمية.»
وفي 21 أبريل 2019، عيّنه علي خامنئي قائدًا عامًا جديدًا للحرس الثوري خلفًا لـمحمد علي جعفري الذي شغل المنصب منذ سبتمبر 2007.
وفي 7 يناير 2020، ألقى سلامي كلمة خلال جنازة رفيقه في السلاح وقائد فيلق القدس التابعة للحرس الثوري، قاسم سليماني، الذي قُتل يوم الجمعة السابق قرب مطار بغداد الدولي إثر غارة أمريكية، وقال: «أبدأ بالكلمة الأخيرة: سننتقم... انتقامًا قاسيًا، قويًا، حاسمًا، ونهائيًا، سيجعلهم يندمون.»
وفي ما يتعلق بحادثة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية الرحلة 752 في 8 يناير 2020 بصواريخ تابعة للحرس الثوري، والذي أسفر عن مقتل 176 شخصًا، توجه سلامي في 13 يناير إلى البرلمان الإيراني وقال: «لقد ارتكبنا خطأ.
بعض مواطنينا استُشهدوا بسبب هذا الخطأ، لكنه لم يكن متعمدًا... طوال حياتي لم أشعر بالأسف كما أشعر الآن... ليتني كنت على متن الطائرة واحترقت معهم... نسأل الله المغفرة، ثم غفران الشعب الإيراني وعائلات الضحايا.»
وبعد الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل 2024، صرّح سلامي: «لا تزال معلوماتنا حول كل الضربات غير مكتملة، لكن التقارير الدقيقة والميدانية التي نملكها حول جزء منها، تُظهر أن هذه العملية نُفّذت بنجاح تجاوز التوقعات.» وقد أُصيبت فتاة بدوية إسرائيلية بجراح خطيرة بشظايا، فيما تلقى 31 شخصًا آخرين علاجًا لإصابات طفيفة أو جراء الصدمة النفسية.
قائد جامعة القيادة والأركان بالحرس الإيراني (1992–1997)
نائب شؤون العمليات في هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري الإيراني (1997–2005)
قائد القوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية (2005–2009)
نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني (2009–2019)
القائد العام للحرس الثوري الإيراني (2019–2025)
أستاذ في جامعة الدفاع الوطني العليا (2019–2025)
في 23 ديسمبر، أُدرج سلامي ضمن قائمة الأفراد المشمولين بالعقوبات بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1737، الذي فرض عقوبات على أفراد وكيانات متورطة في برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
وبحسب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1747، فُرضت عقوبات على سلامي في مارس 2007.
في 8 أبريل 2019، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية وقيودًا على السفر على الحرس الثوري الإيراني والمنظمات والشركات والأفراد المرتبطين به. وقد صرّح سلامي بأن الحرس الثوري يفخر بتصنيف واشنطن لهم كجماعة إرهابية. وأُدرج سلامي على قائمة العقوبات بعد ترقيته في 21 أبريل إلى منصب القائد العام للحرس الثوري. في عام 2021، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على سلامي لدوره في قمع احتجاجات نوفمبر 2019 في إيران كجزء من رد أوسع على انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان خلال تلك الاضطرابات.
وفي 3 أكتوبر 2022، أُدرج سلامي ضمن قائمة العقوبات الكندية التي شملت 9 كيانات إيرانية و25 مسؤولًا رفيعًا وجاءت هذه العقوبات ردًا على وفاة مهسا أميني وما أعقبها من قمع واسع النطاق للمحتجين. وفي عام 2023، أضاف الاتحاد الأوروبي حسين سلامي إلى قائمة العقوبات في إطار برنامج دعم إيران العسكري لروسيا. وبصفته قائدًا للحرس الثوري الإيراني، يقود سلامي برنامج الطائرات دون طيار في إيران ويشرف على نشرها الخارجي. واستند قرار الاتحاد الأوروبي إلى دوره في تزويد روسيا بطائرات مسيّرة لاستخدامها في العمليات العسكرية، الأمر الذي اعتُبر تقويضًا لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها. وقد فُرضت هذه العقوبات بموجب اللائحة (EU) 2023/1529 والقرار (CFSP) 2023/1532، واللذين يستهدفان على وجه الخصوص الدعم العسكري الإيراني لروسيا.