دراسات وأبحاث

دعمتها إسرائيل وانضمت لجماعات إرهابية.. مليشيا أبو شباب سلاح نتنياهو في غزة

الجمعة 13 يونيو 2025 - 01:04 م
ابراهيم ياسر
الأمصار

نشأة هذه العصابة كُشف عنها مؤخرًا من مصادر أمنية فلسطينية، أكدت أن بدايتها تعود إلى أواخر عام 2024، حين شرعت أجهزة الاحتلال في إنشاء مجموعة مسلحة تعمل بإشرافها المباشر، مستغلة الفراغ الأمني في بعض مناطق رفح، خاصة قرب معبر كرم أبو سالم جنوب شرق المدينة، وهو المعبر الذي تستخدمه إسرائيل لإدخال البضائع والمساعدات الإنسانية لغزة فعمل الاحتلال على إنشاء جماعة أبوشباب.

تصاعد الانتقادات لإسرائيل بسبب تسليح مليشيا أبو شباب بغزة

استغلال المعبر مكّن العصابة من السطو على الشحنات والمساعدات، وإعادة بيعها للسكان، مما وفّر لها مصادر تمويل ثابتة، وفتح لها باب استقطاب عناصر جدد مستعدين للعمل مقابل المال، في ظل الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة.

من هو زعيم مليشيا أبو شباب

تقول المصادر الأمنية إن ياسر أبو شباب – المولود في فبراير/شباط 1990 – كان معتقلاً منذ عام 2015 بتهم تتعلق بتجارة وترويج وتعاطي المخدرات، وصدر بحقه حكم بالسجن 25 عامًا.

لكن مع انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تمكن من الهرب من سجن أصداء الواقع غرب خان يونس، بعد تعرضه لقصف عنيف.

ومنذ تلك اللحظة، أعاد تواصله مع ضباط الاحتلال، الذين سرعان ما أعادوا دمجه ضمن خطة لإدارة شبكة إجرامية في القطاع.

وتشير المصادر إلى أن أبو شباب بات يطلق على نفسه لقب “قائد القوات الشعبية”، ويقود شبكة تتولى مهمات تشمل قطع الطرق على قوافل المساعدات، والسطو المسلح، وصولًا إلى إطلاق النار على مواطنين.

مواجهات مستمرة مع السلطة داخل غزة

في تطور أمني لافت، اشتبكت مجموعة من المقاومة الفلسطينية الليلة الماضية مع عناصر هذه العصابة، فيما تدخلت طائرة مُسيّرة إسرائيلية لتوفير غطاء جوي، مكّنت أفراد العصابة من الانسحاب، وأسفرت عن استشهاد أربعة من عناصر المقاومة.

هذا التدخل المتكرر من جيش الاحتلال لحماية العصابة، لم يكن الأول من نوعه، إذ تؤكد مصادر ميدانية أن الجيش وفّر سابقًا مظلة حماية لها خلال مواجهات مماثلة، وهو ما يعزز المؤشرات على تبني الاحتلال لهذه المجموعة كأداة لنشر الفوضى داخل القطاع.

باسم "مكافحة الإرهاب".. "قوات أبو شباب" تعلن عن حملة تجنيد في غزة | إرم نيوز

أبو شباب: معركتنا مستمرة ضد حماس

أكد غسان دهيني، نائب ياسر أبو شباب قائد ما يُعرف بـ"القوات الشعبية" في رفح، أن مجموعته تمتلك رؤية واضحة للمرحلة المقبلة، تتمحور حول مواصلة التصعيد ضد حركة "حماس".

وأوضح أن نشاط الميليشيا خلال الأيام الأخيرة تركز على تنفيذ عمليات تستهدف عناصر الحركة، في إطار ما وصفه بـ"جهود لاستعادة الأمن وحماية المدنيين في قطاع غزة"، وفق ما نقل موقع قناة "i24NEWS" الإسرائيلية.

كما شدد دهيني على ما وصفه بـ"أهمية ملاحقة المجرمين، وحماية ممتلكات سكان قطاع غزة"، مؤكداً أن هدفهم هو "القضاء على هذه العناصر لضمان أمن المدنيين".

سقوط آخر أوراق التوت عن «أبو شباب»: «جيش لحد» الغزّي لا يولد

أول عملية هجومية للمليشيا

وتطرق دهيني إلى أول عملية هجومية نفذها عناصر من القوات الخاصة التابعة لمجموعته، والتي أسفرت عن مقتل عدد من أفراد شرطة "حماس الخاصة"، قائلاً: "إنهم قذرون – سنواصل ضربهم ولن نتراجع. استخدمنا قذائف آر بي جي ضدهم، ولن نتوقف. هذه هي الطريقة التي نحمي بها سكان قطاع غزة. وفي وقت لاحق، سنعمل على تشكيل حكومة محلية في شمال رفح".

يُذكر أن ياسر أبو شباب كان قد ظهر في تسجيل مصور في وقت سابق، أكد فيه أن قواته تسيطر على مناطق قال إنها "تحررت من حماس"، مشيراً إلى وجود تنسيق مع السلطة الفلسطينية لتوزيع المساعدات وحماية المدنيين.

كما برّر وجود قواته في مناطق تخضع للسيطرة الإسرائيلية بأنه "خيار فرضته الظروف، وليس قرارًا ذاتيًا.

ياسر أبو شباب.. سرسري أسست له "إسرائيل" جيش لحد في غزة | شبكة الصحافة  الفلسطينية -NPP

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقر الأسبوع الماضي، بأن إسرائيل سلحت ودعمت جماعات معارضة لحماس في غزة.

فيما اعتبر يائير غالان، نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، أن "نتنياهو، الذي حوّل مليارات الدولارات إلى حماس في حقائب نقدية، بناء على فكرة خاطئة مفادها أنها ستؤدي إلى تغيير مواقفها، يُروّج الآن لفكرة خطيرة جديدة مفادها تسليح ميليشيات غزاوية مرتبطة بداعش".