دراسات وأبحاث

أوروبا تتحرك لحماية الطفولة من المخاطر الرقمية.. "سن رشد رقمي" قادم

الإثنين 09 يونيو 2025 - 12:03 م
عمرو أحمد
الأمصار

في عالم تحولت فيه الشاشات إلى نوافذ مفتوحة على كل شيء، لم تعد الطفولة آمنة كما كانت، تتصاعد في أوروبا تحذيرات ومطالبات واسعة تهدف إلى وقف زحف الخوارزميات نحو عقول الأطفال، بعدما بات المحتوى الإدماني، التنمّر الرقمي، وخطابات الكراهية جزءًا من يومياتهم على المنصات الاجتماعية.

اقتراح جريء من اليونان… وبدعم فرنسي-إسباني

تقدّمت اليونان، بدعم من فرنسا وإسبانيا، بمقترح قانوني جديد داخل البرلمان الأوروبي يهدف إلى تحديد "سن رشد رقمي موحد" في دول الاتحاد الأوروبي.
هذا السن سيُلزم منصات التواصل بالحصول على موافقة الوالدين قبل السماح لمن هم دونه بالتسجيل أو التفاعل داخل هذه العوالم الرقمية.

كيف تتحقق المنصات من عمر الطفل؟

تتسابق الدول الأوروبية الآن على تطوير آليات ذكية وآمنة للتحقق من عمر المستخدمين، دون المساس بخصوصيتهم الرقمية. وتتصدر فرنسا هذا السباق من خلال قوانينها الطموحة، منها قانون حظر المحتوى الذي يروّج للنحافة المفرطة على المنصات.

 مخاوف تربوية.. وصحية

المخاوف لم تعد تقتصر على المحتوى فقط، بل أصبح هناك قلق صحي ونفسي حقيقي، تشير دراسات أوروبية حديثة إلى وجود ارتباط مباشر بين الاستخدام المفرط للشاشات ومشاكل القلق والاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين.

نحو مرحلة جديدة من "البراءة الرقمية"

في هذا السياق، تستعد المفوضية الأوروبية لإطلاق تطبيق خاص للتحقّق من العمر، مما يشير إلى دخول أوروبا مرحلة جديدة من التنظيم الرقمي لحماية الأطفال و"البراءة الرقمية" من التأثيرات السلبية للفضاء الإلكتروني.

في عصر الشاشات المفتوحة، صار الطفل جزءًا من معادلة رقمية معقّدة. من فيديوهات قصيرة تغري بالإدمان، إلى خوارزميات ترصد وتوجّه السلوك، باتت البراءة الرقمية مهددة. وهنا جاءت استجابة أوروبا سريعة وحازمة عبر ما يُعرف بـ "التنظيم الرقمي لحماية الأطفال".

ما هو التنظيم الرقمي لحماية الأطفال؟

هو سلسلة من القوانين والإجراءات التقنية والتشريعية التي تهدف إلى حماية الأطفال من المحتوى الضار، والإعلانات الموجهة، والتنمر الرقمي، ومنع استغلال بياناتهم الشخصية.

أبرز ملامح التحرك الأوروبي:

سن رشد رقمي موحد: اقتراح تقوده اليونان بدعم من فرنسا وإسبانيا، يحدد عمرًا قانونيًا موحّدًا لاستخدام الأطفال للمنصات الرقمية، ويشترط موافقة الوالدين للدخول.

آليات ذكية للتحقق من العمر: بدون انتهاك الخصوصية، تعمل دول الاتحاد الأوروبي على تطوير أنظمة تحقق تُحترم فيها الحقوق الرقمية للمستخدمين.

تشريعات لمواجهة المحتوى المؤذي: كحظر الترويج لـ"النحافة المفرطة" في فرنسا، والتصدي لخطابات الكراهية والمحتوى الإدماني.

الصحة النفسية على الخط

دراسات حديثة أظهرت أن الاستخدام المفرط للهواتف والشاشات مرتبط بـ القلق والاكتئاب وقلة التركيز لدى الأطفال. وهنا أصبح التنظيم الرقمي ضرورة تربوية ونفسية، وليس مجرد حماية تقنية.