باتت منصات التواصل الاجتماعي ساحةً لترويج صور نمطية عن الجسد المثالي، تُربط بالنحافة المفرطة وتُقدَّم باعتبارها رمزًا للجاذبية والنجاح، هذا التوجه المتصاعد في المحتوى الرقمي لا يمرّ دون عواقب صحية ونفسية، لا سيما بين الفئات الشابة، بحسب ما حذر منه خبراء الصحة والتغذية.
وتُظهر مؤشرات متزايدة أن منصات التواصل باتت تسهم في تغذية اضطرابات غذائية خطيرة، أبرزها فقدان الشهية العصبي واضطرابات الإفراط في تناول الطعام، وتعتبر الفتيات بين سن السابعة و25 عامًا من أكثر الفئات تضررًا، حيث تسجل هذه الفئة أعلى نسب الإصابة.
ولا تنبع هذه الاضطرابات فقط من عوامل بيولوجية أو نفسية، بل تُغذّى أيضًا من المقارنات المستمرة وضغط الصور "المثالية" التي تملأ واجهات المنصات الرقمية، في مشهد يفرض على المتابعين معايير جمالية غير واقعية، ويشجعهم على ممارسات غذائية ضارة.
يحذر الخبراء من تنامي المحتوى المضلل على مواقع التواصل، لا سيما ما يتعلق بالحميات والأنظمة الغذائية التي تُروّج دون إشراف طبي، هذا النوع من المعلومات غير الموثوقة يعقّد مسار العلاج بالنسبة للمصابين باضطرابات الأكل، وقد يؤثر سلبًا على فرص تعافيهم النفسي والجسدي.
ففي ظل غياب رقابة فعالة على ما يُنشر من نصائح "تغذوية"، يجد كثير من الشباب أنفسهم محاصرين بين نصائح متناقضة، وضغوط اجتماعية مرئية، دون سند علمي أو دعم نفسي حقيقي.
في مواجهة هذه الظاهرة، تبرز الحاجة الملحة إلى رقابة رقمية مسؤولة، إضافة إلى توعية مجتمعية شاملة تستهدف بناء علاقة صحية ومتزنة بين الشباب وأجسادهم، ويشدد المختصون على أهمية إشراك المؤسسات التعليمية والإعلامية في هذه المعركة النفسية والغذائية التي تتخذ من الشاشات ساحةً لها.
ومع اتساع أثر وسائل التواصل على الأنماط السلوكية اليومية، يصبح من الضروري تحصين الأجيال الشابة بمفاهيم علمية وصحية تقيهم من الوقوع في فخاخ المحتوى الرقمي المضلل، وتحمي صحتهم النفسية والجسدية من الانهيار البطيء خلف الصور والفلاتر.
القلق والاكتئاب:
الاستخدام المفرط، خاصة للمراهقين، يرتبط بزيادة معدلات القلق والاكتئاب بسبب المقارنات المستمرة بالآخرين.
انخفاض احترام الذات:
الصور المثالية والمنمّقة تدفع كثيرين للشعور بعدم الرضا عن الذات والجسد والحياة الشخصية.
الإدمان الرقمي:
التمرير المستمر والتنبيهات الفورية تُحفز إفراز الدوبامين، ما يجعل البعض مدمنًا على التطبيقات.
اضطرابات النوم:
استخدام الأجهزة قبل النوم، خصوصًا بسبب الضوء الأزرق، يؤثر على جودة النوم.
ضعف التواصل الواقعي:
الاعتماد المفرط على التواصل الافتراضي يضعف المهارات الاجتماعية المباشرة.
الابتزاز والتنمر الإلكتروني:
كثير من الأطفال والمراهقين يتعرضون للمضايقات أو الابتزاز، ما يترك آثارًا نفسية خطيرة.
تعرض مبكر لمحتوى غير مناسب:
قد يشاهد الأطفال محتوى غير لائق أو عنيف يصعب عليهم استيعابه أو التعامل معه.
تشتيت الانتباه:
الانشغال المتكرر بالتنبيهات يقلل من التركيز، خاصة أثناء الدراسة أو العمل.
السطحية في المعرفة:
الاعتماد على المنشورات القصيرة والمختصرة يقلل من التعمق والفهم الحقيقي للموضوعات.
نشر الشائعات والمعلومات المضللة:
سهولة النشر تساعد في انتشار الأخبار الزائفة ونظريات المؤامرة.
الاستقطاب والتعصب:
الخوارزميات تعزز عرض الآراء المشابهة، مما يغذي التطرف الفكري والانغلاق على الذات.
انتهاك الخصوصية:
نشر البيانات والصور دون وعي قد يؤدي إلى استخدامها بطرق ضارة أو غير أخلاقية.