في ظل ترقب دولي حذر، يُخيّم «الغموض» على الجولة السادسة المُرتقبة من مفاوضات «الملف النووي» بين الولايات المتحدة وإيران، وسط تساؤلات مُتزايدة حول فرص استئناف الحوار وإمكانية تحقيق تقدم ملموس. فعلى الرغم من التصريحات المتفرقة من كلا الجانبين، لا تزال ملامح هذه الجولة غير واضحة، ما يُثير شكوكًا بشأن توقيتها، وأهدافها، والنتائج المُحتملة لها في ظل استمرار الخلافات العميقة حول آليات «التخصيب» ورفع العقوبات والضمانات المستقبلية.
وفي هذا الصدد، نقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية عن مصادر مطلعة، اليوم الثلاثاء، أن الجولة السادسة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول «الاتفاق النووي» تُواجه احتمال التأجيل أو الإلغاء، في ظل خلافات قائمة بشأن ملف «التخصيب».
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن، Jالجولة المُقبلة من المفاوضات باتت محل شك، مع احتمالية كبيرة لعدم انعقادها».
وبحسب ما أوردته «سي إن إن»، فقد اعتبر مسؤول إيراني أن المقترح الأمريكي الأخير لا يتمتع بالاتساق الكافي، واصفًا إياه بأنه "غير مترابط".
وأجرت إيران والولايات المتحدة (5) جولات من المفاوضات غير المباشرة حول «الملف النووي الإيراني» بوساطة عُمانية، كان آخرها في روما يوم (23) مايو، وأعلن وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، في أعقابها عن آليات مقترحة من عُمان قد تُساعد في تذليل العقبات أمام تحقيق تقدم في المفاوضات، مُشيرًا إلى إمكانية تحقيق هذا التقدم بعد جولة أو جولتين إضافيتين.
إلا أن الخلافات بين الجانبين تصاعدت قبل الجولة الخامسة، حيث طالبت واشنطن، نظيرتها طهران بالتخلي عن «تخصيب اليورانيوم» قبل المفاوضات، وهو ما رفضه الجانب الإيراني، مُؤكدًا أن التوصل لاتفاق لن يكون مُمكنًا إذا أصرت الولايات المتحدة على تخلي طهران عن تكنولوجيا التخصيب.
وفي سياق مُتصل، أعلن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أن أي اتفاق مُحتمل بين الولايات المتحدة وإيران لن يسمح للأخيرة بأن تجري "أي شكل من أشكال تخصيب اليورانيوم".
وأكد «ترامب»، أن "أي اتفاق مُحتمل بين الولايات المتحدة وإيران لا يشمل أي شكل من أشكال تخصيب اليورانيوم من قِبل طهران"، وذلك عقب تقارير أفادت بأن "عرض واشنطن لطهران يسمح، على ما يبدو، بتخصيب محدود".
وسبق أن أفاد موقع «أكسيوس»، نقلًا عن مصادر، بأن "مقترح الاتفاق النووي الأمريكي سيسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض لفترة غير مُحددة".
وكتب «ترامب» على صفحته في منصة «تروث سوشيال»: "كان ينبغي أن يمنع التوقيع التلقائي إيران من التخصيب منذ زمن بعيد.. بموجب اتفاقنا المُحتمل، لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم".
وأشار دونالد ترامب في تعليقه على الملف النووي إلى التوقيع التلقائي، حيث صرّح رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب الأمريكي، «جيمس كومر»، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، بأن مجلس النواب حدد(4) أشخاص وقعوا على وثائق رسمية نيابة عن الرئيس السابق جو بايدن.
ويعد «تخصيب اليورانيوم»، الذي تتمسك به إيران "لأغراض سلمية"، وهي العقبة الرئيسية في المفاوضات الجارية بين البلدين، وكان وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، قد أوضح أنه "إذا كان الهدف هو حرمان إيران من أنشطتها السلمية فبالتأكيد لن يكون هناك أي اتفاق".
ونقلت وكالة «رويترز»، عن دبلوماسي إيراني كبير قوله، إن طهران تعتزم رفض الاقتراح الأمريكي بشأن المحادثات النووية غير المباشرة بين البلدين، واصفًا إياه بأنه "غير قابل للتنفيذ".
وفي ظل غياب رؤية واضحة وانعدام الثقة بين الجانبين، تبقى «الجولة السادسة» من مفاوضات الاتفاق النووي مُعلّقة بين الأمل والتشكيك. وبينما يترقب المجتمع الدولي إشارات جدية نحو التهدئة والتفاهم، لا تزال الخلافات الجوهرية، خصوصًا بشأن «تخصيب اليورانيوم» ورفع العقوبات، تُعرقل أي تقدم فعلي. ومع استمرار تبادل الاتهامات والرسائل المشروطة، يظل السؤال مفتوحًا: «هل ما زالت العودة إلى طاولة التفاوض مُمكنة، أم أن الاتفاق النووي يقترب من نهايته السياسية»؟
وفي وقت سابق، في خطوة غير متوقعة، أصدر الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» قرارًا بوقف التنسيق مع «إسرائيل» بشأن أي خطط مُحتملة لضرب «إيران»، ما أثار موجة من الارتباك داخل الأوساط السياسية والعسكرية في تل أبيب.
وأفادت القناة «12 العبرية»، يوم الخميس، بأن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» طلب من وزارة الدفاع والجيش، تعليق التنسيق مع «إسرائيل» بشأن هجوم مشترك مُحتمل على المنشآت النووية في إيران.
ويأتي تقرير القناة العبرية مُتوافقًا مع تصريحات «ترامب» التي أكد فيها تحذيره لرئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، من شن هجوم على إيران، في وقت وصلت فيه المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران إلى مراحل مُتقدمة.
ويوم الأربعاء قال «ترامب» للصحفيين: "أود أن أكون صادقًا، نعم فعلت"، وذلك حين سُئل عما إذا كان طلب من نتنياهو خلال مكالمة الأسبوع الماضي الإحجام عن القيام بعمل عسكري.
وأضاف: "قلت إنه لن يكون مُلائمًا في الوقت الراهن. نجري محادثات جيدة جدًا معهم".
وتابع: "أبلغته أن هذا لن يكون مناسبًا الآن لأننا قريبون جدًا من الحل. أعتقد أنهم يريدون إبرام صفقة، وإذا تمكنا من إبرام صفقة فسنُنقذ أرواحا كثيرة".
وأجرت طهران وواشنطن في الأسابيع الأخيرة (5) جولات من المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني، وهو أعلى مستوى اتصال بينهما منذ انسحاب الولايات المتحدة عام (2018)، خلال ولاية ترامب الأولى، من الاتفاق الذي وقع عام 2015.
واعلنت إيران، في وقت سابق، من يوم الأربعاء، أنها قد تنظر في السماح لمفتشين أمريكيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتها، إذا تم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة. لكن تل أبيب هددت مرارًا بعمل عسكري ضد عدوها اللدود طهران.
وذكرت تقارير إعلامية أمريكية، الأسبوع الماضي، أن إسرائيل تستعد لضرب المواقع النووية الإيرانية، رغم المحادثات الأمريكية الإيرانية القائمة.
وتشتبه الدول الغربية، وفي مقدمها «الولايات المتحدة وإسرائيل»، بنية إيران امتلاك سلاح نووي، لكن طهران تنفي سعيها لذلك.
ويبقى التساؤل حول مدى تأثير قرار «ترامب» على مستقبل العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية، وما إذا كانت هذه الخطوة ستفتح بابًا جديدًا من التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
في وقت تتصاعد فيه جهود التوصل إلى «اتفاق نووي جديد مع إيران»، أطلق الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، تحذيرًا صريحًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، مُحذرًا من أن أي خطوات قد تتخذها إسرائيل قد تُعرقل سير المفاوضات وتُضعف فرص نجاحها.