أفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران بات موضع شك، وسط تصاعد الخلافات بشأن ملف تخصيب اليورانيوم.
وأشارت الشبكة إلى أن "الجولة المرتقبة أصبحت محل تساؤل، وقد لا تُعقد على الإطلاق"، فيما وصف مسؤول إيراني مقترح واشنطن الأخير بأنه "غير متسق وغير مترابط".
وكان الطرفان قد خاضا خمس جولات من المباحثات غير المباشرة بوساطة سلطنة عمان، كان آخرها في العاصمة الإيطالية روما يوم 23 مايو الماضي. وصرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حينها أن آليات مقترحة من مسقط قد تساهم في تذليل العقبات، متوقعًا إمكانية إحراز تقدم خلال جولة أو جولتين إضافيتين.
لكن الخلافات تعمّقت قبيل الجولة السادسة، حيث طالبت الولايات المتحدة بتخلي إيران عن أنشطة التخصيب النووي قبل بدء التفاوض، وهو ما رفضته طهران بشكل قاطع، معتبرة أن الاحتفاظ بحق التخصيب شرط أساسي لأي اتفاق محتمل.
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن أي اتفاق محتمل مع إيران لن يسمح لها بتخصيب اليورانيوم بأي شكل من الأشكال.
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشل": "بموجب اتفاقنا المحتمل، لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم في إيران"، في موقف يعكس تشددًا واضحًا في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.
وتأتي تصريحات ترامب بعد تقارير نشرها موقع أكسيوس الأميركي، أفادت بأن واشنطن قدمت مؤخرًا عرضًا لطهران يتضمن السماح بتخصيب محدود، وهو ما يتعارض مع سياسة ترامب السابقة التي ترفض أي درجة من التخصيب.
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الألماني يوهان فادفول، أن طهران ماضية في مواصلة المحادثات مع الدول الأوروبية الثلاث المعنية بالاتفاق النووي، وهي بريطانيا وألمانيا وفرنسا.
وذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية أن الاتصال، الذي جرى اليوم الاثنين، تناول العلاقات الثنائية بين طهران وبرلين، إلى جانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار عراقجي إلى استمرار المسار الدبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة في ما يخص الملف النووي ورفع العقوبات، مشيداً بما وصفه بـ"الدور البناء" الذي تلعبه الدول الأوروبية في هذا السياق. كما عبّر عن رغبة إيران في تعميق الحوار مع الترويكا الأوروبية والاتحاد الأوروبي بشكل عام.
كما أعرب الوزير الإيراني عن أمله في تطوير العلاقات بين إيران وألمانيا، مؤكداً استعداد طهران لاتخاذ خطوات إيجابية نحو تعزيز التعاون الثنائي.
وفي السياق ذاته، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن إيران ستتعامل مع المقترحات الأميركية المقدمة في إطار المفاوضات النووية بما يتوافق مع مصالحها الوطنية وثوابتها، مشدداً على أن طهران ترفض أية مطالب متطرفة أو أي مساس بحقوقها المشروعة، خاصة في ما يتعلق بحقها في التخصيب النووي ورفع العقوبات الاقتصادية.