حوض النيل

الصحة العالمية تحذر من التداعيات الخطيرة لانهيار النظام الصحي في السودان

الأربعاء 28 مايو 2025 - 12:36 م
أحمد مالك
السودان
السودان

حذّرت منظمة الصحة العالمية من التداعيات الخطيرة لانهيار النظام الصحي في السودان، مؤكدة أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة تؤثر بشكل مباشر على الدول المجاورة التي تواجه تحديات متزايدة في توفير الخدمات للاجئين الفارين من النزاع.

أزمة النزوح الكبرى عالميًا

وبعد مرور أكثر من عامين على الصراع، أصبحت أزمة النزوح في السودان الأكبر عالميًا، حيث اضطر 14.5 مليون شخص لترك منازلهم، بينهم أربعة ملايين طلبوا اللجوء في دول مجاورة مثل مصر، جنوب السودان، تشاد، إثيوبيا، ليبيا، وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وخلال الفترة بين يناير ومارس 2025، فرَّ 200 ألف شخص عبر الحدود السودانية إلى جنوب السودان، الذي يعاني هو الآخر من اضطرابات داخلية، ليبلغ إجمالي اللاجئين والعائدين الذين غادروا السودان منذ بداية الحرب أكثر من مليون شخص.

تفشي الأمراض يفاقم الأزمة الإنسانية

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الهجمات المستمرة على المنشآت الصحية تعوق بشكل كبير التدخلات الطبية الضرورية، بما في ذلك جهود مكافحة الكوليرا، الحصبة، وسوء التغذية.

وفي تقريرها الأخير، أعلنت منظمة الصحة العالمية، تسجيل حوالي 60 ألف حالة إصابة بالكوليرا في السودان، مما أدى إلى وفاة أكثر من 1,640 شخصًا، مشيرة إلى استمرارها في تقديم الدعم عبر عدة آليات استجابة طارئة.

الأمراض المتفشية في المناطق المجاورة

وفي شرق تشاد، لا تزال الملاريا، التهابات الجهاز التنفسي الحادة، سوء التغذية، والإسهال المائي الحاد من أكثر الحالات الصحية انتشارًا، إلى جانب تسجيل إصابات يُشتبه في كونها حصبة، التهاب الكبد الوبائي (هـ)، والدفتيريا.

كما أكدت منظمة الصحة العالمية، أنها تدعم جهود مكافحة تفشي الكوليرا والملاريا في إثيوبيا، إلى جانب التصدي لانتشار التهاب الكبد الوبائي (هـ) في جمهورية أفريقيا الوسطى، في إطار استجابة إقليمية متكاملة للأزمات الصحية المتزايدة.

وتواصل منظمة الصحة العالمية دعواتها إلى تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لتقديم المساعدات الطبية والإنسانية، في ظل تزايد الاحتياجات الصحية الملحة في السودان والدول المحيطة.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن مصر تواصل تقديم الدعم للوافدين السودانيين الجدد من خلال برنامج يخصص لتغطية نفقات الرعاية الصحية لهم. وذكرت أنه بنهاية شهر أبريل، تم تسجيل نحو 1.5 مليون وافد سوداني جديد في البلاد.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أنها تواجه العديد من التحديات التشغيلية للاستجابة لهذه الأزمات، من بينها الفجوة المتزايدة في التمويل، التي تسببت في إيقاف العديد من شركائها لعملياتهم، مما يعيق جهود الاستجابة.

وأشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أن استمرار الأعمال العدائية، بما في ذلك الهجمات على المنشآت الصحية، يهدد الأمن في المنطقة، مما يؤدي إلى مزيد من التهجير ويزيد من الصعوبات في تلبية الاحتياجات، ومكافحة الأمراض المعدية، وتوفير الإمدادات الطبية الأساسية وغيرها من المساعدات الإنسانية.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت منظمة الصحة العالمية، إلى وجود عجز في وظائف الإنذار المبكر والتنبيه والاستجابة في السودان والدول التي تستضيف اللاجئين، مما يعيق مراقبة انتشار الأمراض داخلياً وعبر الحدود، ويؤثر على القدرة على اتخاذ قرارات تشغيلية معتمدة على الأدلة.

كما أكدت منظمة الصحة العالمية، أيضاً على نقص الكوادر الطبية ووجود مشاكل في الوصول إلى المياه ومستلزمات النظافة.