كشفت القناة 12 الإسرائيلية، عن تصاعد حاد في التوتر بين اللواء دافيد زيني، الرئيس المعيّن حديثًا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، ورئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، بسبب خلافات عميقة تتعلق بإدارة ملف الأسرى والمختطفين الإسرائيليين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة.
وأفادت القناة بأن زيني عبّر عن موقفه خلال اجتماع مغلق في هيئة الأركان العامة، قائلاً:
هذا التصريح فُهم على أنه رفض واضح لأي حلول دبلوماسية قد تتضمن صفقات تبادل أسرى، مما أثار غضب عائلات المختطفين الذين يطالبون الحكومة باتخاذ خطوات عملية لاستعادتهم.
في المقابل، يُعرف هاليفي بموقفه الأكثر مرونة نسبيًا تجاه خيار التفاوض، وهو ما يزيد من حدة التباين بين الطرفين، خاصة في ظل تعثر الجهود غير المباشرة للتوصل إلى اتفاق بوساطة مصرية وقطرية.
وتأتي هذه المواجهة في وقت تشهد فيه إسرائيل ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة بشأن معالجة ملف الأسرى، وسط تصعيد ميداني في قطاع غزة، واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية هناك.
أفادت هيئة البث الإسرائيلية اليوم السبت بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي استدعى جميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى قطاع غزة، في إطار الاستعدادات لتوسيع العمليات البرية المستمرة في المنطقة.
وقالت الهيئة إن جميع الألوية النظامية، بما فيها فرقة المظليين التي أنهت نشرها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، دخلت غزة ضمن خطة التعزيزات البرية.
تركز العمليات العسكرية حالياً على محورين رئيسيين: شمال القطاع بالقرب من مخيم جباليا حيث تستمر الاشتباكات، وجنوب القطاع في منطقة خان يونس التي تشهد قتالاً عنيفًا منذ أسابيع في محاولة الجيش لتفكيك البنى التحتية العسكرية لحركة "حماس".
يأتي هذا التطور في ظل توقعات متزايدة داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية بقرب إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد ما تبقى من المقاومة المسلحة، خاصة في مدينة رفح التي تُعتبر آخر معاقل "القيادة المركزية" لحماس. ويشهد الجيش تعزيزات على مشارف رفح منذ أسابيع وسط تحذيرات دولية من تداعيات إنسانية محتملة لأي اقتحام بري واسع.
كما تشير هذه التحركات إلى رغبة تل أبيب في إنهاء ما تصفه بـ"مرحلة الحسم" في المعركة، وسط تعثر المفاوضات غير المباشرة برعاية مصرية وقطرية حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ويُنظر إلى استدعاء جميع الألوية النظامية إلى الميدان كمؤشر قوي على نية الجيش تصعيد عملياته، بالرغم من الضغوط الدولية المتزايدة وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يعاني ظروفًا كارثية.