دراسات وأبحاث

تعد الأخطر في العالم ويحظر استخداهما.. ما هي الأسلحة الكيميائية؟

الأحد 25 مايو 2025 - 12:15 ص
ابراهيم ياسر
الأمصار

السلاح الكيميائي هو لفظٌ يُشير للذخائر التي تَستخدم المواد الكيميائية بهدفِ إلحاق الموت أو الضررِ البالغِ على البشر.

روسيا: قدرات الأسلحة الكيماوية السورية أصبحت صفراً - CNN Arabic

و بحسبِ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فإنّ مصطلح الأسلحة الكيميائية يُمكن أيضًا أن يُطلَقَ على أي من المواد الكيميائية السامة أو المركبات الطليعيّة التي يمكن أن تُسبّب الوفاة أو الإصابة أو العجز المؤقت ومَا شابه ذلك. 

أسلحة دمارٍ شاملٍ

وتُصنّف الأسلحة الكيميائية على أنها أسلحة دمارٍ شاملٍ على الرغم من أنها تختلف عنِ الأسلحة النووية، الأسلحة البيولوجية والأسلحة الإشعاعية.

 جميع هذه الأسلحة يُمكن استخدامها في الحرب وتتميزُ أسلحة الدمار الشامل عن الأسلحة التقليدية باعتبارها فعّالة جدًا بسبب قدرتها التفجيريّة الكبيرة، وحركيتها وكذا ما تُسببهُ من حروق وَأضرار جسيمة. 

تختلفُ أشكال الأسلحة الكيميائية فعادة ما تكونُ غازية لكنها قد تتخدُ شكلًا مغايرًا كأن تكونَ سائلة أو صلبة مثلًا. جديرٌ بالذكرِ هُنَا أنّ غازات الأعصاب، الغازات المسيلة للدموع ورذاذات الفلفل هي ثلاثة أمثلة حديثة للأسلحة الكيميائية.

بالرغمِ من كل خطورتها فهناكَ عشرات الدول التي تُخزن أسلحة كيميائية نوعيّة بعضها خطر فعلًا وقادرٌ على الانفجار من تلقاء نفسه فيما تحتاجُ أسلحة أخرى عوامل إضافية من أجلِ العمل.

أنواع هذه الأسلحة

 أخطر هذه الأسلحة هيَ غازات الأعصاب وبخاصّة التابون، السارين وغازات الفي إكس وغيرِها من الغازات التي تشملُ تركيبات من غاز الخردل. استُخدمت هذه الأسلحة على نطاقٍ واسعٍ أثناءَ الحرب العالمية الأولى وقد تسببت في خسائر كبيرة وبخاصّة غاز الخردل وغاز الفوسجين اللذان كانا يُسببانِ حرقة على مستوى الرئة وكذا العمى ومن ثمّ التشويه حدَ الموت. استعملَ النازيون الألمان كذلك الأسلحة الكيماوية خلالَ الحرب العالمية الثانية حيثُ اعتمدوا على ضخّ سيانيد الهيدروجين كما فرّغوا زيكلون ب في غرف الغاز مما تسببَ في سقوطِ ضحايا كُثر

مفتشون يكشفون مواقع ووثائق عن "الأسلحة الكيميائية للأسد" | سكاي نيوز عربية

اعتبارًا من عام 2016؛ لا تزالُ قوات الأمن والشرطة وقوات مكافحة الشغب في معظم دول العالم تستعملُ غاز سي إس ورذاذ الفلفل باعتِبارهما أسلحة غير فتاكة معَ أنّ لهما بعض الخطورة على جِسم الإنسان. 

بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التي وُقّعت عام 1993 فيمنعُ على كلّ دول العالم إنتاج، تخزين أو استخدام الأسلحة الكيميائية وسلائفها لكن وبالرغمِ من ذلك لا زالت هناكَ مخزونات كبيرة من الأسلحة الكيميائية وعادةً ما تُبرر الدول موقفها كإجراء وقائي ضد أيّ استخدامٍ مُحتمل من دولة عدوة.

الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تنددان بالأسلحة الكيميائية  السورية

القانون الدولي بشأن الأسلحة الكيميائية

يحظرُ القانون الدولي استخدامَ الأسلحة الكيميائية منذ عام 1899 بموجبِ اتفاقية لاهاي التي تنصّ على منعِ استخدامِ الأسلحة المسمومة.

و بشكلٍ عام تنصّ المادة 23 من هذا القانون علَى امتناع استخدام هذا النوع من الأسلحة في حالة ما اندلعت حرب بين دولتان موقعتان على المُعاهدة. 

وقد وُقعت معاهدة واشنطن البحرية في 6 فبراير/شباط 1922 وهي معاهدة تهدفُ إلى حظر الأسلحة الكيميائية لكنّها فشلت في الحُصول على موافقة الدول بعدَ امتناع فرنسا عن ذلك. 

خلالَ بروتوكول جنيف؛ وقّعت الدول على بروتوكول حظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو باقي الغازات الأخرى التي قد تدخلُ ضمنَ الحرب البيولوجية.

 وُقّع على المعاهدة في جنيف في 17 حزيران/يونيو 1925 ودخلت حيز التنفيذ في 8 فبراير/شباط عام 1928 بعدما وافقت عليها 133 دولة كانت آخرها أوكرانيا التي وافقت على المعاهدة في 7 أغسطس 2003. 

وعلى الرغم من أنّ المُعاهدة تَحظر استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية فإنها لا تتناول الإنتاج أو التخزين أو حتى نقل هذه الأسلحة.

IMLebanon | منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تنظر في اتهامات بشأن سوريا

الاتفاقات الحديثة بشأن الأسحلة الكميائية

بحلول عام 1993؛ ظهرت فكرة معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وهي أحد أهمّ المُعاهدات فِي القانون الدولي. اسمها الكامل هو اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتكديس واستخدام الأسلحة الكيميائية وتنص بشكلٍ واضح ومفروغ منه على حظر إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتعملُ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية – وهي منظمة مستقلة مقرها في لاهاي – على التأكد من ذلك. حسب آخر التحديثات فقد وقّعت 192 دولة على المعاهدة وهوَ ما يمثل 98% من سكان العالم. اعتبارًا من حزيران/يونيو 2016 تحققت المنظمة من 66,368 من أصل 72,525 طن متري (92% من مخزونات الأسلحة الكيميائية) من تدميره كما فتّشت عن 6,327 طن في 235 موقعًا مُشتبه على احتوائه على أسلحة كيميائية. شملت عمليات التفتيش هذه 86 دولة منذ نيسان/أبريل 1997 فيما تخضعُ 4,732 منشأة صناعية عبرَ العالم للتفتيش بشكلٍ دوري بموجب أحكام اتفاقية الأسلحة الكيميائية.

الأمم المتحدة: 8% من الأسلحة الكيميائية مازالت موجوده داخل سوريا

تَنطوي الحرب الكيميائية على استخدام الخصائص السامة من للمواد الكيميائية كأسلحة. هذا النوع من الحرب هو تجسيد حقيقي للحرب النووية والحرب البيولوجية وباقي الحُروب الفتاكة من هذا النوع. 

ولا تندرجُ أيّ من هذه الأسلحة تحتَ مصطلح الأسلحة التقليدية بسبب قدرتها التدميريّة الكبيرة والرهيبة. جديرٌ بالذكر هُنا أنّ الحرب الكيميائية لا تتوقف عند الانفجار بل تعتمدُ على خصائص فريدة من نوعها من العوامل الكيميائية الخطرة على جسم الكائن الحيّ.

اخطر الأسلحة الكيماوية - حقائق وأساطير – DW – 2016/5/18


من بينِ الـ 190 دولة موقعة على الاتفاقية؛ كانت أو لا زالت الدول أدناه تتوفرُ على مخزونات منَ الأسلحة الكيميائية.

و اعتبارًا من عام 2017؛ وحسبَ تصريحات مسؤولي الدولة فإنّ كوريا الشمالية والولايات المتحدة هما الدولتان الوحيدتان اللتان لا زالتا تتوفراتِ على مخزونات كبيرة منَ الأسلحة الكيميائية.