في تطور مُفاجئ، أدت محادثة هاتفية بين الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، ونظيره الأمريكي، «دونالد ترامب»، إلى إرباك الأوساط السياسية الأوروبية، بعدما كشف «ترامب» عن مضمون الاتصال لعدد من القادة الغربيين، بينهم «زيلينسكي» وقادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وبحسب مصادر دبلوماسية، عبّر القادة عن اندهاشهم مما سمعوه، ما زاد من الغموض حول الرسائل التي تبادلها الطرفان وأثرها على التوازنات الجيوسياسية الراهنة.
وأثارت نتائج المحادثة الأخيرة بين «بوتين وترامب»، موجة من القلق والارتباك في الأوساط الأوروبية، وعبّرت عواصم أوروبية عن خشيتها من أن تحمل هذه المحادثة رسائل سياسية قد تُعيد خلط الأوراق على الساحة الدولية، خصوصًا في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا والتوترات المتصاعدة بين موسكو والغرب.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أن القادة الأوروبيين أبدوا "اندهاشهم" بعدما أطلعهم الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، على تفاصيل محادثته مع نظيره الروسي، «فلاديمير بوتين».
وجاء في المقال: "كما أبلغ ترامب أنه بعد المكالمة مباشرة مع بوتين، قام بإطلاع فلاديمير زيلينسكي وقادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا والمفوضية الأوروبية على جوهر المحادثة". وأفاد مصدر مطلع على سير المحادثة أن "القادة اندهشوا مما أخبرهم به ترامب".
وقالت الصحيفة البريطانية: إن رئيس البيت الأبيض قرر التخلي عن دور الوساطة بين أوكرانيا وروسيا، وأن على البلدين الآن إجراء مفاوضات مباشرة فقط.
كما أشارت «فايننشال تايمز»، إلى أن القادة الأوروبيين استغربوا عدم رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فرض عقوبات جديدة على روسيا.
وأوضح المصدر المطلع، أنه "كان من الواضح من كلمات الرئيس الأمريكي أنه غير مُستعد لممارسة مزيد من الضغط على روسيا".
وكان أجرى الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، محادثة هاتفية مُطولة، يوم الإثنين، استمرت لأكثر من ساعتين، حيث أعلن «بوتين» خلال الاتصال استعداد موسكو للعمل على مذكرة تفاهم مع كييف تشمل وقفًا لإطلاق النار.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الكرملين، «دميتري بيسكوف»، أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، بحثا قضية استمرار الاتصالات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا واللقاء على أعلى مستوى.
وقال «بيسكوف»، للصحفيين ردًا على سؤال حول ما إذا كان قد تم بحث التنظيم المُحتمل للقاء ثنائي بين الرئيس الروسي وفلاديمير زيلينسكي بوساطة أمريكية خلال المحادثة بين بوتين وترامب: "بالطبع، تمت مناقشة قضية الاتصال المباشر وموضوع استمرار الاتصالات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا".
وعن السؤال التوضيحي، عما إذا كانت قد تمت مناقشة عقد لقاء على أعلى مستوى، أجاب «بيسكوف» بالإيجاب، وقال "بالطبع".
وأعرب «فلاديمير زيلينسكي»، في وقت سابق، عن استعداده لإجراء حوار بأي شكل من الأشكال مع روسيا بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية.
وجرت مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول يوم (16 مايو)، وفي ختامها اتفق الجانبان على تبادل الأسرى وفق صيغة "1000 مقابل 1000"، وتقديم رؤيتهما لوقف إطلاق النار المحتمل في المستقبل، وتوضيحها بالتفصيل، ومواصلة عملية التفاوض.
وفي السياق ذاته، أعلن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أنه لن يفرض عقوبات جديدة على «روسيا»، مُشيرًا إلى وجود فرصة واقعية لتسوية النزاع المستمر في «أوكرانيا»، حسبما أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية، اليوم الثلاثاء.
وقال «ترامب» للصحفيين ردًا على سؤال بشأن الأسباب التي تجعل إدارته لا تفرض عقوبات جديدة على روسيا: "لأنني أعتقد أن هناك فرصة لتحقيق شيء ما. ولكن ربما يأتي وقت يحدث فيه ذلك (فرض عقوبات جديدة)".
كما ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، «كارولين ليفيت»، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس إمكانية فرض عقوبات جديدة ضد روسيا.
وأفادت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، نقلًا عن مصدرها، بأن القادة الأوروبيين استغربوا عدم رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في فرض عقوبات جديدة على روسيا.
من جهتها أكدت روسيا مرارًا، أن البلاد ستتعامل مع ضغوط العقوبات التي بدأ الغرب بممارستها على موسكو منذ عدة سنوات ولا تزال تتصاعد، مُشيرة إلى أن الغرب يفتقر إلى الشجاعة للاعتراف بفشل العقوبات ضدها.
من جهة أخرى، أعلن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء البريطاني، «كير ستارمر»، بأن الأخير أجرى محادثات مع عدد من زعماء الدول الغربية، تناولت "سُبل تسوية النزاع في أوكرانيا"، حسبما أفادت وكالة «رويترز»، الإثنين.
وقال المسؤول، أن «ستارمر» أجرى اتصالًا هاتفيًا، أمس الأحد، مع الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، والرئيس الفرنسي، «إيمانويل ماكرون»، والمستشار الألماني، «فريدريش ميرتس»، ورئيسة الوزراء الإيطالية، «جورجا ميلوني».
وأشار إلى أن الزعماء بحثوا "ضرورة وقف إطلاق النار دون أي شروط" في أوكرانيا ودعوا روسيا إلى أن "تأخذ مفاوضات السلام على محمل الجد".
وأعلن الزعماء عن استعدادهم لفرض عقوبات جديدة على روسيا في حال "رفضت إجراء مفاوضات جدية حول وقف إطلاق النار وتحقيق السلام".
يأتي ذلك عشية الاتصال الهاتفي المتوقع بين الرئيسين الروسي «فلاديمير بوتين»، والأمريكي «دونالد ترامب»، يوم (19) مايو، والذي من المُرتقب أن يبحثا خلاله التسوية في أوكرانيا.
وستكون هذه ثاني مكالمة هاتفية للرئيسين الروسي والأمريكي بعد تولي «ترامب» منصب الرئاسة مُجددًا في يناير الماضي.
من ناحية أخرى، في أعقاب اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف»، صرّح وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، أن واشنطن أبلغت موسكو بفرض عقوبات جديدة حال عدم تحقيق أي تقدم في "التسوية الأوكرانية".