أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، عن إدخال 9 شاحنات محمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في إطار ما وصفه بـ"الجهود لتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع".
وأوضح المتحدث باسم الجيش أن الشاحنات دخلت عبر معبر كرم أبو سالم، متجهة إلى مخازن الجمعيات المحلية، مشيرًا إلى أن المؤسسات الدولية هي التي ستتولى عملية توزيع المساعدات على المدنيين.
ويأتي هذا الإعلان في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يرافقه من أوضاع إنسانية كارثية، لاسيما بعد خروج معظم المستشفيات عن الخدمة، وتدمير البنية التحتية الحيوية، وسط تحذيرات أممية من انهيار كامل للمنظومة الصحية ونفاد المواد الغذائية والطبية الأساسية.
ورغم هذا التحرك المحدود، اعتبرت منظمات حقوقية أن ما يتم إدخاله من مساعدات "لا يرقى إلى الحد الأدنى المطلوب"، في ظل حصار خانق ومعابر مغلقة منذ أشهر، متهمة إسرائيل بممارسة سياسة "التجويع الجماعي" و"العقاب الجماعي" بحق أكثر من 2.3 مليون فلسطيني.
وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" قد كشفت في وقت سابق أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة تم كجزء من اتفاق للإفراج عن أحد الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، في تناقض واضح مع التصريحات الرسمية التي تزعم أن عمليات الإغاثة تتم لأسباب إنسانية بحتة.
في السياق ذاته، قال مدير الإغاثة الطبية في غزة لقناة الجزيرة إن الاحتلال لا يزال يستهدف المنظومة الصحية بشكل مباشر، ما أدى إلى خروج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة، داعيًا إلى إدخال وفود طبية عاجلة ومساعدات لإنقاذ ما تبقى من القطاع الصحي.
دعا وزير الخارجية الفرنسي، «جان نويل بارو»، إسرائيل إلى السماح باستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى «قطاع غزة» بشكل فوري وواسع النطاق ودون أية عوائق، مُحذرًا من تفاقم "الأزمة الإنسانية" إذا استمر الحصار والتأخير في إيصال المساعدات.
وجاءت دعوة وزير الخارجية الفرنسي عقب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، أنه سيسمح بإدخال كمية أساسية من المساعدات الغذائية إلى القطاع.
وقال «بارو» في تدوينة على منصة «إكس»: "بعد جهود دبلوماسية استمرت ثلاثة أشهر، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أخيرًا إعادة فتح المجال أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وأضاف الوزير الفرنسي، أن "المساعدات يجب أن تنهي الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة وتضع حدًا نهائيًا لخطر المجاعة".