شهدت أسواق العملات الرقمية حالة من التذبذب بين الاستقرار والتراجع الطفيف، خلال تعاملات الأسبوع المنقضي، حيث سجلت عملة "بيتكوين" تراجعا أسبوعيا بنسبة 0.88%،إذ ساهمت التطورات الإيجابية في المشهدين التجاري والتنظيمي في الحد من الخسائر ودعم معنويات المستثمرين.
وأشارت منصة "كوين ماركت كاب"- فى بيان - إلي أنه رغم التراجع حافظت العملة الأكبر في السوق على سعر يتجاوز حاجز الـ100 ألف دولار، حيث سجلت103,087 دولار أمريكي خلال تعاملات اليوم /السبت/، كما بلغت قيمتها السوقية نحو 2.047 تريليون دولار، مع حجم تداول يومي تخطى 41.5 مليار دولار.
كما تراجعت عملة إيثيريوم (ETH) بنسبة 4.59% خلال الـ24 ساعة الماضية، رغم تسجيلها ارتفاعا أسبوعيا بنسبة 4.31%، ما يعكس تباينا في أداء ثاني أكبر عملة رقمية،مع قيمة سوقية بلغت نحو 299 مليار دولار.
أما العملة المستقرة تيثر (USDT)، فقد واصلت استقرارها عند سعر 1.00 دولار دون تغير يذكر، مع قيمة سوقية بلغت 151.2 مليار دولار، بينما سجلت عملة XRP سعر 2.36 دولار مع تراجع يومي بلغ 1.38%.
ويبدي المتحمسون للعملات الرقمية تفاؤلا بشأ الإطار التنظيمي الأوسع في ظل إدارة ترامب، إذ يجري حاليا تمرير مشروع قانون للعملات المشفرة يعرف باسم "Genius Act" في الكونجرس، والذي سيعمل على تنظيم العملات المرتبطة بعملات ورقية، وهو ما ينظر إليه عموما باعتباره أمرا إيجابيا للقطاع، ومن المتوقع إجراء التصويت عليه في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل.
في الوقت ذاته، ساهم إعلان الولايات المتحدة والصين عن هدنة تجارية مؤقتة لمدة 90 يوما، في استجابت الأسواق بشكل إيجابي، حيث ارتفع سعر بيتكوين إلى ما يزيد عن 105,000 دولار، مدفوعا بتجدد شهية المستثمرين للمخاطرة وتراجع المخاوف الجيوسياسية.
ومع ذلك، لم تدم هذه المكاسب طويلا، إذ تراجع السعر لاحقا إلى حوالي 102,000 دولار، مع تحول اهتمام المستثمرين نحو أسواق الأسهم التقليدية التي شهدت ارتفاعات قوية، مما قلل من جاذبية الأصول الرقمية كملاذ آمن.
هذا التراجع السريع في سعر "بيتكوين" يعكس العلاقة المتزايدة بين أداء العملات الرقمية والأسواق التقليدية، حيث أظهرت البيانات أن ارتباط بيتكوين بمؤشر S&P 500 بلغ 83% خلال الثلاثين يومًا الماضية.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين بعد الارتفاعات الأخيرة في الضغط على السعر.
ورغم هذه التقلبات، يرى محللون أن الهدنة التجارية قد توفر دعما متوسط الأجل لبيتكوين، خاصة إذا استمرت في تعزيز الثقة بالأسواق وتقليل التوترات الجيوسياسية.
