الشام الجديد

«حماس» تفتح باب التفاهم مع واشنطن وتطرح تسليم غزة كخيار مطروح

الجمعة 16 مايو 2025 - 02:12 ص
مصطفى عبد الكريم
حماس
حماس

في تحوّل لافت قد يُعيد رسم معادلات الصراع في المنطقة، أبدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، استعدادًا للتفاهم مع الإدارة الأمريكية، وطرحت خيار تسليم «إدارة قطاع غزة» كجزء من تصور شامل للحل السياسي. ويأتي هذا التطور في وقت تتكثف فيه الجهود الدولية لإعادة ترتيب المشهد الفلسطيني الداخلي واحتواء التصعيد مع إسرائيل.

وفي هذا الصدد، أكد «باسم نعيم»، القيادي البارز في حركة حماس، أن الحركة تستعد لإجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، وهو ما يُنظر إليه كمؤشر على تحولات مُحتملة في خطاب الحركة وتعاطيها مع القوى الدولية.

وقال «نعيم»، خلال لقاء مع قناة «سكاي نيوز» البريطانية، يوم الخميس، إن حماس على اتصال "مباشر مع بعض الشخصيات في الإدارة الأمريكية بشأن شروط إنهاء قصف إسرائيل لقطاع غزة".

حماس تؤكد إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة وتعلن استعدادها لتسليم غزة
باسم نعيم العضو البارز في حركة حماس

وكشف باسم نعيم أن الحركة تُريد "تبادلًا للأسرى وانسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية، والسماح بدخول كافة المساعدات إلى غزة، وإعادة إعمار قطاع غزة دون هجرة قسرية".

وأكد أيضًا أن "حماس مُستعدة للتخلي عن إدارة قطاع غزة التي تولتها منذ عام 2006، مقابل تلبية مطالبها".

وأضاف: "لقد أخبرنا الأمريكيين أيضًا أننا مُستعدون مُجددًا، لتسليم إدارة القطاع فورًا إذا تم التوصل إلى نهاية لهذه الحرب".

عشرات الرهائن بين أحياء وقتلى في غزة

وبحسب مصادر إسرائيلية، لا يزال هناك (20) رهينة أحياء على الأقل محتجزين في قطاع غزة، كما لا يزال وضع ثلاثة آخرين غير واضح، ويُعتقد أيضًا وجود رفات (35) رهينة آخرين هناك.

وفي الأيام الأخيرة، بذلت الولايات المتحدة جهودًا مُكثفة لضمان إطلاق سراح المواطن الأمريكي – الإسرائيلي «عيدان ألكسندر».

ويُنظر إلى إطلاق سراحه باعتباره إشارة حسن نية من جانب حركة حماس تجاه الولايات المتحدة، حيث تأمل الحركة أن يُمارس الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، ضغوطًا على الحكومة الإسرائيلية للموافقة على صفقة تتضمن نهاية دائمة لحرب غزة.

ورسمًيا، لا تجري الإدارة الأمريكية أي اتصال مباشر مع «حماس» التي تُصنفها كجماعة إرهابية.

ومع ذلك، ظهرت تقارير عن محادثات مباشرة بين حماس والإدارة الأمريكية في مارس 2025.

وبدت المتحدثة باسم البيت الأبيض «كارولين ليفيت»، وكأنها تُؤكد تلك التقارير عندما قالت إن المبعوث الخاص للرئيس «دونالد ترامب» لشؤون الرهائن «آدم بويلر»، مُخول للتحدث مع أي شخص.

مبعوث ترامب للشرق الأوسط: «نزع سلاح حماس شرط أساسي لحل أزمة غزة»

من ناحية أخرى، صرّح المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، «ستيف ويتكوف»، لمجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، اليوم الخميس، بأن حلًا دائمًا في غزة يتطلب نزع سلاح حركة «حماس» بشكل كامل.

ورأى «ويتكوف» أن استمرار وجود «حماس» المسلحة في غزة "غير مقبول"، مُشددًا على ضرورة نزع سلاحها كجزء أساسي من أي اتفاق سلام مُستدام.

في المقابل، ترفض حركة «حماس» بشكل قاطع أي مقترح يتضمن نزع سلاحها، مُعتبرة أن ذلك لا يُسهم في إنهاء الحرب ولا يُمثّل حلًا وطنيًا مقبولًا.

نتنياهو يشترط نزع سلاح حماس للتهدئة

كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، يُطالب بنزع سلاح «حماس» كشرط أساسي للتهدئة، وهو مطلب ترفضه الحركة طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي.

تأتي هذه التصريحات في ظل مفاوضات جارية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، حيث قدم «ويتكوف» مُقترحًا يتضمن إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين مقابل هدنة في غزة، لكن الخلافات حول نزع السلاح تبقى عائقًا رئيسيًا أمام التوصل لاتفاق شامل.

وفي هذا الصدد، أشار «ويتكوف»، في تصريحاته لمجلة "ذي أتلانتيك"، إلى أن الرأي العام في إسرائيل مُنقسم بشأن ضرورة إطلاق سراح الرهائن، وهناك انقسام حاد بشأن التوصل إلى تسوية تفاوضية لهذه المسألة.

«إسرائيل غير مُهتمة بالتهدئة».. رئيس وزراء قطر يتحدث عن تعثر مفاوضات غزة

في غضون ذلك، صرّح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، «الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة تُوحي بأن "تل أبيب لا تُبدي اهتمامًا بالتفاوض على وقف إطلاق النار".