أحداث خاصة

وجود ماء تحت سطح المريخ.. اهتزازات من الأعماق تكشف سرا دفينا

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 03:32 م
أحمد مالك
الأمصار

كشف فريق دولي من العلماء عن أدلة زلزالية تشير إلى احتمال وجود مياه سائلة مخبأة في أعماق قشرة كوكب المريخ.

وباستخدام بيانات سجلها مسبار "إنسايت" التابع لوكالة ناسا، نجح العلماء في "الاستماع" إلى صدى الموجات الزلزالية التي ارتدت بين طبقات قشرة كوكب المريخ، نتيجة ارتطام نيازك بالكوكب، ليكتشفوا طبقة غريبة تقع بين 5 إلى 8 كيلومترات تحت السطح، حيث تباطأت الموجات بشكل غير معتاد، وهى علامة معروفة على احتمال وجود مياه.

إشارات زلزالية بالمريخ قد تكشف عن وجود مياه سائلة تحت سطحه

المريخ كان يزخر بالمياه

وقال البروفيسور ويجيا سون، من معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء بالأكاديمية الصينية للعلوم: "يُعد وجود المياه السائلة أحد أهم العوامل في البحث عن الحياة خارج الأرض، ومثل هذا الاكتشاف يعزز احتمال استمرار دورة المياه على المريخ إلى يومنا هذا".

ولطالما اعتقد العلماء أن المريخ كان يزخر بالمياه قبل أكثر من 3 مليارات سنة، لكنه فقدها بسبب التغيرات المناخية أو بفعل الرياح الشمسية التي جردت غلافه الجوي، أما النظرية البديلة فتقترح أن المياه لم تختفِ تماما، بل تسربت إلى أعماق القشرة.

إشارات زلزالية بالمريخ قد تكشف عن وجود مياه سائلة تحت سطحه

لكن إثبات ذلك لم يكن سهلا، إذ إن أجهزة الرادار لا تستطيع اختراق الطبقات العميقة بسبب ضعف الإشارات الكهرومغناطيسية. لذلك، لجأ الفريق في الدراسة المنشورة بدورية "ناشونال ساينس ريفيو" إلى أسلوب مختلف، مستعينين بموجات زلزالية ناتجة عن أقوى زلزال مسجل على المريخ وارتطامين ضخمين لنيازك.

ومن خلال تقنية متقدمة تسمى "تصوير السعة الحقيقية"، استطاع الفريق تحسين دقة التصوير تحت السطحي، وكشف عن منطقة منخفضة السرعة قد تحتوي على صخور بركانية شديدة المسامية مشبعة بالماء.

إشارات زلزالية بالمريخ قد تكشف عن وجود مياه سائلة تحت سطحه

ويقدر الفريق أن كمية المياه المحتملة في هذه المنطقة تتراوح بين 520 و780 مترا من "العمق المكافئ العالمي" ، وهو مقياس يُستخدم لتقدير حجم المياه إذا ما فُردت بالتساوي على سطح الكوكب، وتتطابق هذه الكمية تقريبا مع فجوة غير مفسرة في سجل المياه الحالي للمريخ.

وحذّر الباحثون من أن هذه البيانات مقتصرة على منطقة واحدة، وهي سهل إليسيوم بلانيتيا بالقرب من خط استواء المريخ، مما يعني أن النتائج قد لا تعكس وضع الكوكب بأكمله.

واختتم البروفيسور هرفوي تكالتشيش، المشارك في الدراسة من الجامعة الوطنية الأسترالية: "هذا الاكتشاف له آثار كبيرة على مستقبل الاستكشاف البشري للمريخ، وعلى احتمالات وجود حياة، لكنه يتطلب تقنيات متقدمة للوصول إلى المياه في هذا العمق".