في أولى زياراته الخارجية منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري، يبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، غدًا الإثنين، جولة في منطقة الخليج تشمل السعودية وقطر والإمارات، في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في التوترات، لا سيما في غزة، واحتدام المفاوضات النووية مع إيران.
ووفقًا لما أعلنه البيت الأبيض، فإن ترامب يعتبر هذه الجولة بمثابة "عودة تاريخية" للمنطقة، في إشارة إلى أهمية التوقيت والدلالات السياسية للزيارة، التي يتوقع أن تطغى عليها ملفات أمنية واقتصادية حساسة، إلى جانب سعيه لعقد صفقات تجارية كبرى مع العواصم الثلاث.
يأمل ترامب في استثمار زيارته لتعزيز الشراكات الاقتصادية مع دول الخليج، في ظل إخفاقات إدارته السابقة في إحراز تقدم فعلي في تسويات النزاعات الإقليمية. ومن المقرر أن يلتقي خلال وجوده في الرياض بقادة مجلس التعاون الخليجي، في قمة إقليمية تعكس حجم التنسيق المتوقع.
اللافت في الجولة أن ترامب اختار الخليج كمحطته الخارجية الأولى، متجاوزًا بذلك الحلفاء الغربيين التقليديين، باستثناء زيارة الفاتيكان الأخيرة للمشاركة في جنازة البابا فرنسيسكو. ويعكس هذا التحول مكانة متزايدة لدول الخليج في حسابات السياسة الأميركية، ليس فقط لاعتبارات أمنية، بل أيضًا لارتباطات تجارية خاصة بالرئيس الأميركي في المنطقة.
رغم أن إسرائيل تُعد الحليف الأبرز لواشنطن في الشرق الأوسط، فإن جدول الزيارة لا يشملها، ما يطرح تساؤلات حول طبيعة أولويات ترامب خلال هذه الجولة، وما إذا كانت ترتكز على التحالفات الاقتصادية أكثر من الأمنية في هذه المرحلة.
وكانت سلّطت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، الضوء على اعتراف الرئيس «دونالد ترامب»، بأن حل النزاعين في أوكرانيا وغزة "أكثر تعقيدًا" مما كان يعتقد، في تطور يعكس التحديات المتزايدة في السياسة الخارجية الأمريكية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية في منشورها، أن "ترامب أخبر المانحين الجمهوريين بأن حل النزاعين في أوكرانيا وغزة كان أكثر تحديًا مما كان يعتقد".
وأوضحت «وول ستريت جورنال»، أن «ترامب» أشار إلى أن جهود الولايات المتحدة لحل الأزمة في أوكرانيا أصبحت مصدر خيبة أمل مُتزايدة تحرمه النوم ليلًا"، مُعتبرًا بحسب تعبيره أن "المفاوضات مع الجانب الروسي صعبة للغاية".