الشام الجديد

سلطة المياه الفلسطينية: غزة تموت عطشا ونحذر من انهيار شامل في القطاع

السبت 10 مايو 2025 - 05:19 م
أحمد مالك
الأمصار

حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة الانهيار شبه الكامل في خدمات المياه والصرف الصحي بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

وأوضحت سلطة المياه الفلسطينية، في بيان صادر عنها، اليوم السبت، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - أن تدمير الاحتلال للبنية التحتية وقطع الكهرباء، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الأساسية، أدى إلى توقف شبه كامل لتقديم الخدمات المائية، مؤكدة أن غزة أصبحت "منطقة تموت عطشا".

وبحسب التقييمات الفنية، فإن 85% من منشآت المياه والصرف الصحي في قطاع غزة تعرّضت لأضرار جسيمة، كما انخفضت كميات استخراج المياه بنسبة 70-80%، ونظرا لذلك انخفض معدل استهلاك الفرد من المياه إلى ما بين 3 و5 لترات يوميًا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ.

ونبهت السلطة إلى أن تصريف المياه العادمة في المناطق السكنية وامتلاء أحواض الأمطار بها يهدد بتفشي الأمراض، في ظل اضطرار السكان لاستخدام مياه مالحة وغير صالحة للشرب، مشددة على أن هذه السياسات الإسرائيلية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، بما يشمل اتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، ونظام روما الأساسي.

وطالبت سلطة المياه الفلسطينية، المجتمع الدولي بتحرك فوري لوقف العدوان، ورفع الحصار لتمكين إدخال مستلزمات المياه والصرف الصحي، وتوفير الحماية للكوادر الفنية، إلى جانب دعم جهود الحكومة الفلسطينية في التدخلات الطارئة وخطط التعافي.

23 قتيلًا في غزة خلال 24 ساعة

قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت، إن 23 قتيلا و124 جريحًا وصلوا مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأشارت في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الضحايا والجرحى جراء الهجوم الإسرائيلي على غزة، إلى أن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأكدت الوزارة ارتفاع حصيلة الهجوم الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول عام 2023 إلى 52810 قتيلا و119473 جريحًا، من بينهم 2701 قتيلا و7432 جريحًا منذ استئناف الاحتلال عدوانه على غزة في 18 آذار الماضي.

وتواصل قوات الجيش الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 104 على التوالي، ولليوم الـ 91 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني متواصل يشمل اقتحامات متكررة، واعتقالات، وإخلاء للمنازل.

كما تواصل قوات الجيش تصعيدها الميداني في مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث دوت عدة انفجارات خلال ساعات الليل وفجر اليوم داخلهما، بالتزامن مع إطلاق كثيف للرصاص الحي والقنابل الصوتية وإطلاق طائرات التصوير، وسط حالة من الحصار المطبق الذي يحول دون معرفة التفاصيل الدقيقة لما يجري داخل المخيمين.

كما تعرض مخيم نور شمس خلال الأسبوع الماضي لعمليات هدم واسعة للمباني السكنية، في حارات: المنشية، والمسلخ، والجامع، والعيادة، والشهداء، ضمن خطة الاحتلال لهدم 106 منازل ومباني سكنية في مخيمي طولكرم ونور شمس، وما زال التوتر يسود المخيم وسط ترقب الأهالي لموجة جديدة من عمليات الهدم.

وفي سياق متصل، رصدت تحركات مكثفة لآليات الاحتلال في شوارع المدينة ليلا، لا سيما في الحي الشرقي وتحديدا في مناطق دوار السلام، ودوار المسلخ، ودوار أبو صفية، وشارع الحدادين، ومحيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال أجبرت المواطنين في الحي الشرقي على إخلاء منازلهم، والتي تعود لعائلتي أبو صفية وأبو عقل، وتقع بمحاذاة حارة أبو الفول في مخيم طولكرم، في الوقت الذي هددت بهدم سور النصب التذكاري للشهيد أمير أبو خديجة في حال لم تتم إزالته من قبل المواطنين، علما أن الاحتلال كان قد اغتال الشهيد أبو خديجة في 23 آذار/ مارس عام 2023.