عيد النصر الروسي، المعروف رسميًا باسم " يوم النصر في الحرب الوطنية العظمى"، يُحتفل به سنويًا في 9 مايو، ويُعد من أهم الأعياد الوطنية في روسيا والدول التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي.
هذا اليوم يخلّد انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية (1939–1945)، والتي يُشار إليها في روسيا باسم "الحرب الوطنية العظمى" (1941–1945).
وتُعتبر الحرب العالمية الثانية أكبر نزاع مسلح في العالم حتى الآن. وقد بدأت مع غزو ألمانيا لبولندا في سبتمبر/أيلول من عام 1939 (على الرغم من أن هذا ليس التاريخ الذي تحدده روسيا) وانتهت في عام 1945.
وكان الاتحاد السوفيتي طرفاً في تحالف عريض من البلدان التي هزمت ألمانيا النازية في تلك الحرب، وربما كان الأكثر تضررا حيث دار الكثير من القتال على أراضيه.
عيد النصر الروسي ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل يحمل طابعًا وطنيًا وروحيًا عميقًا، إذ يُجسد تضحيات الملايين من الجنود والمدنيين الذين قاتلوا وساهموا في تحقيق النصر على النازية، وهو مناسبة لتكريم قدامى المحاربين وتذكير الأجيال القادمة بفظائع الحرب وأهمية السلام.
بدأت الحرب الوطنية العظمى في 22 يونيو 1941، عندما شنت ألمانيا النازية هجومًا مفاجئًا على الاتحاد السوفيتي.
استمرت الحرب حتى 9 مايو 1945، عندما أعلنت ألمانيا استسلامها غير المشروط، وهو ما مثّل لحظة فارقة في الحرب العالمية الثانية.
رغم توقيع وثيقة الاستسلام في 8 مايو في أوروبا، إلا أن توقيت موسكو كان قد دخل يوم 9 مايو، لذلك تحتفل روسيا في هذا اليوم.
"موكب يوم النصر في موسكو" هو عرض عسكري أقيم في الميدان الأحمر، موسكو، روسيا، في 9 مايو من كل عام، لإحياء ذكرى يوم النصر الذي يحتفل بهزيمة ألمانيا النازية ونهاية الجبهة الشرقية للحرب العالمية الثانية.
1. رمز للنصر والتضحية: العيد يمثل تقديرًا رسميًا وشعبيًا للتضحيات التي قدمها الجنود والمدنيون السوفييت.
2. وحدة وطنية: يُوحد الشعب الروسي حول قيم الشجاعة، الصمود، والانتصار على الشر.
3. تعزيز الهوية القومية: تستخدم الدولة هذا العيد لإبراز القوة التاريخية لروسيا وتأكيد دورها الحاسم في هزيمة النازية.
الاستعراض العسكري
يُقام في الساحة الحمراء في موسكو بحضور الرئيس الروسي وكبار المسؤولين، ويشمل عرضًا ضخمًا للقوات المسلحة، الطائرات، الدبابات، والصواريخ الباليستية.
مسيرة "الفوج الخالد"
يخرج المواطنون حاملين صور ذويهم الذين شاركوا في الحرب، وقد أصبحت هذه المسيرة تقليدًا عالميًا ينتشر في عدة دول.
الاحتفالات الشعبية
يقام خلال هذا اليوم الحفلات الغنائية، المهرجانات، والألعاب النارية، فضلاً عن توزيع الزهور على قدامى المحاربين وتكريمهم.
الإعلام والتعليم
يتم بث أفلام وثائقية وأفلام حربية عن الحرب، وتنظيم دروس مدرسية عن تاريخ الحرب والانتصار.
شريط القديس جورجي (البرتقالي والأسود): يرمز إلى النصر والبطولة.
زهور القرنفل الحمراء: حيث ترمز إلى الاحترام والذكرى.
وسام النصر: يُمنح لمن ساهم في تحقيق النصر خلال الحرب.
وفي السنوات الأخيرة، أصبح عيد النصر مناسبة أيضًا لعرض القوة العسكرية الروسية، ويُنظر إليه أحيانًا كرسالة سياسية إلى الغرب، خاصة في ظل التوترات الدولية.
وبعض الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي تحتفل به بشكل محدود أو امتنعت عن المشاركة فيه، بسبب التغيرات السياسية والتاريخية.
ويظل عيد النصر الروسي رمزًا خالدًا في ذاكرة الروس، يعكس فخرهم بتاريخهم وتضحيات أجدادهم. كما يُمثل مناسبة للتأمل في قيمة السلام والتعاون الدولي، خاصة في عالم لا يزال يشهد صراعات.