آراء وأقلام

د. رائد العزاوي يكتب: «قمة بغداد.. قمة التحديات»

الأربعاء 07 مايو 2025 - 01:21 ص
د. رائد العزاوي
د. رائد العزاوي

خلال الأشهر الماضية، شهدت تحركات حكومة السيد محمد شياع السوداني على المستوى العربي والدولي جهودًا كبيرة في ملف استضافة العراق للقمة العربية الـ34، ونجحت دبلوماسية (التوازن والتقارب) التي انتهجتها الحكومة العراقية في خلق مناخ إيجابي، في إبعاد العراق عن التجاذبات الإقليمية والدولية.

لكن القمة العربية الـ34، المقرر انعقادها في 17 مايو 2025 في بغداد السلام، تمثل فرصة هامة لعودة العراق إلى لعب دوره العربي والإقليمي. غير أن هذا الدور محفوف بالكثير من التحديات. نجاح العراق في استضافة هذا الحدث وتنظيمه بكفاءة هو خطوة أولى ضرورية، أما تحقيق نتائج ملموسة فيتطلب إرادة سياسية حقيقية من جميع الدول العربية لتجاوز خلافاتها وتغليب المصالح المشتركة. إن قدرة القادة العرب على اغتنام هذه الفرصة ستحدد ما إذا كانت بغداد ستشهد بالفعل انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك، ودورًا عراقيًا أكثر فاعلية في تشكيل مستقبل المنطقة.

السياق الجيوسياسي الحساس:

تنعقد القمة في ظل مشهد إقليمي ودولي بالغ التعقيد:

رهانات العراق الاستراتيجية:

تنظر الحكومة العراقية إلى استضافة القمة كفرصة استراتيجية متعددة الأبعاد:

التحديات الجيوسياسية التي تواجه القمة:

على الرغم من الطموحات العراقية، تواجه القمة تحديات جيوسياسية كبيرة:

الأبعاد الرمزية والاستراتيجية لبغداد:

تحمل استضافة القمة في بغداد أبعادًا رمزية واستراتيجية هامة:

سيناريوهات محتملة ونتائج متوقعة:

يمكن تصور عدة سيناريوهات لنتائج القمة:

توصيات للنجاح:

لتحقيق أقصى استفادة من هذه القمة، يمكن للعراق والدول العربية العمل على:

وفي النهاية، لا يعني استضافة العراق للقمة العربية ونجاحه في تنظيمها نهاية المطاف، بل إن أمام حكومة السيد السوداني تحديًا أكبر يتمثل في العمل على تنفيذ قرارات القمة، وبناء منظومة متكاملة للتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية. وهذا يتطلب من العراق، حكومةً وشعبًا ومؤسسات، العمل بكل جهد ومثابرة على خلق مناخ سياسي قوي وتحصين الجبهة الداخلية الوطنية، وإبعاد الأصوات التي تسعى لإقصاء العراق عن محيطه العربي، مع الحفاظ على التوازن في محيطه الإقليمي، وتغليب مصلحة العراق على باقي المصالح الطائفية والمذهبية والعرقية.

ومن خلال متابعتي للشأن العربي وعلاقاتي العربية الواسعة، وجدت أن جميع قيادات الدول العربية رحبت، وترحب، بالعراق وحكومته وشعبه، ليكون العراق حاضنًا للعمل العربي المشترك، وتكون بغداد السلام بيتًا لكل العرب، وقبلة العرب في قمة الأمل والتحديات.

اقل نعم، نحن العراقيون قادرون على صناعة القرار السياسي العراقي المستقل، الذي يحمي مصالحنا الوطنية ويؤسس لمرحلة جديدة من علاقة العراق العربية والإقليمية والدولية.

*نقلاً عن صحيفة الزمان – طبعة بغداد