أبلغت حماس السلطات اللبنانية بأن مطلقي الصواريخ باتجاه إسرائيل لم يتشاورا مع قيادة الحركة.
وقد كشفت مصادر لقناة "الحدث" أن أحد المطلوبين لإسرائيل على خلفية إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه شمال فلسطين، هو شيخ فلسطيني يُقيم في جنوب لبنان، فيما ترفض حركة حماس تسليمه.
وكانت صفارات الإنذار قد دوّت صباح السبت 3 مايو 2025، في مناطق عدة شمال فلسطين المحتلة، بعد إطلاق خمسة صواريخ من جنوب لبنان، في أول حادثة من نوعها منذ ثلاثة أشهر.
وأكد الجيش الإسرائيلي، أن ثلاثة من أصل خمسة صواريخ أُطلقت باتجاه مستوطنة “المطلة”، وتم اعتراضها عبر منظومة “القبة الحديدية”، بينما سقط صاروخان داخل الأراضي اللبنانية دون وقوع إصابات.
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن إطلاق الصواريخ يشكل “انتهاكاً خطيراً من جانب حزب الله”، رغم أن الحزب لم يتبنّ العملية، كما لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عنها حتى اللحظة.
وأثار الحادث توتراً جديداً على الحدود اللبنانية الجنوبية، حيث ردّ الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي محدود استهدف مناطق مفتوحة في محيط بلدة الخيام ومارون الرأس، دون تسجيل إصابات.
ويأتي هذا التطور في سياق التوترات المستمرة بين حزب الله وإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، حيث يتكرر استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية في شمال فلسطين، في ما تصفه المقاومة اللبنانية بأنه “دعم لجبهة غزة وردّ على الاعتداءات الإسرائيلية”.
شدد الرئيس اللبناني جوزاف عون، في أول اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع بولايته الرئاسية، الجمعة، على عدم التهاون تجاه "تحويل لبنان منصة لزعزعة الاستقرار"، مع الأخذ بعين الاعتبار "أهمية القضية الفلسطينية، وعدم توريط لبنان بحروب هو بغنى عنها"، وعدم تعريضه للخطر، فيما أوصى المجلس بتوجيه تحذير لحركة حماس من استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأعمال "تمس الأمن القومي".
وحضر ملف حركة "حماس" في لبنان بشكل كبير، في اجتماع المجلس الذي انعقد الجمعة، بحضور رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام وقادة الأجهزة الأمنية، على خلفية إطلاق صواريخ من لبنان في شهر مارس، بحسب موقع الشرق الإخباري.
وأشار رئيس الحكومة نواف سلام إلى "ضرورة تسليم السلاح غير الشرعي، تطبيقاً لوثيقة الوفاق الوطني وللبيان الوزاري للحكومة"، وعدم السماح لحماس، أو غيرها من الفصائل بـ"زعزعة الاستقرار الأمني والقومي"، مشدداً على أن سلامة الأراضي اللبنانية فوق كل اعتبار، والتأكيد على تمسك لبنان بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره فوق أرضه وفقاً للقانون الدولي ومباردة السلام العربية.
وأوصى المجلس الأعلى للدفاع مجلس الوزراء بـ"تحذير حركة حماس من استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأي أعمال تمس بالأمن القومي اللبناني حيث سيتم اتخاذ اقصى التدابير والإجراءات اللازمة لوضع حد نهائي لأي عمل ينتهك السيادة اللبنانية".
كما "أخذ المجلس الأعلى للدفاع علماً بمباشرة الملاحقات القضائية مطلع الأسبوع المقبل، بحق كل من الموقوفين على ذمة التحقيق في قضية إطلاق الصواريخ في 22 و28 مارس 2025 وبملاحقة كل من يثبت تورطه في هذه القضية على ضوء ما تثبته التحقيقات المستمرة".
وقال مصدر مطلع، لـ"الشرق"، إن الاجراءات العملية بيد الحكومة اللبنانية، وإنها ستبلغ الجهات المعنية بـ"توجيه التحذير إلى حركة حماس بوقف كل العمليات من الأراضي اللبنانية تجاه إسرائيل".
وأضاف المصدر أن المزيد من الخطوات قد تتخذ لاحقاً كقرار سحب السلاح الفلسطيني من داخل وخارج المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وأشار إلى أن هذا الأمر مرتبط بزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان، في 21 مايو الجاري، مضيفاً: "وبالتالي الخطة الأساسية اليوم هي تحذير حماس بانتظار زيارة الرئيس الفلسطيني".
وحضرت قضية إطلاق صواريخ من جنوب لبنان في 22 و28 مارس على الساحة اللبنانية بشكل كبير، خاصة بعد الرد الإسرائيلي العنيف على لبنان باستهدافات في الجنوب وقصف طال الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأعلن الجيش اللبناني، في أبريل، توقيف عدد من أفراد المجموعة التي نفذت عمليتَي إطلاق الصواريخ في جنوب لبنان، وضبط عدد من الصواريخ بالإضافة إلى منصات الإطلاق المخصصة لها، وأوقفت عدة أشخاص متورطين في العملية.
