حذّر برنامج الأغذية العالمي من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، مؤكدًا أن أكثر من نصف الأسر في جميع أنحاء البلاد لم تتمكن من تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية خلال شهر مارس الماضي، وسط تصاعد النزاع المسلح ونقص التمويل الدولي.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي، في بيان صدر مؤخرًا، أن معدلات "الحرمان الغذائي" سجلت ارتفاعًا حادًا على أساس سنوي، وفقًا لتحديث حول حالة الأمن الغذائي في اليمن، ما يعكس تدهورًا مستمرًا وتزايدًا في صعوبة حصول السكان على احتياجاتهم الأساسية.
وأشار البيان إلى أن الأزمة الغذائية تعود إلى عدة عوامل، من أبرزها التدهور الاقتصادي المزمن، ونقص التمويل الإنساني، ومحدودية سبل كسب العيش، إضافة إلى الظروف الشبيهة بالجفاف التي تؤثر بشكل سلبي على الإنتاج الزراعي المحلي.
كما لفت البرنامج إلى تصاعد الصراع في بعض المناطق، وخاصة الغارات الجوية الأمريكية، كأحد العوامل المؤثرة التي زادت من تعقيد الوضع الإنساني. وأضاف أن النازحين داخل البلاد يعتمدون بشكل متزايد على استراتيجيات تكيف قاسية، من بينها تقليص عدد الوجبات اليومية للبقاء على قيد الحياة.
وبحسب البرنامج، يعاني ما يقرب من نصف الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة من سوء التغذية، فيما يواجه نحو 3.5 مليون طفل وامرأة خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد، في وقت تتعرض فيه المساعدات الإنسانية لضغوط هائلة بسبب نقص الموارد وتحديات الوصول.
في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، أصدر برنامج الأغذية العالمي تقريرًا حديثًا يُظهر تدهورًا حادًا في الأوضاع المعيشية، حيث يعاني أكثر من نصف الأسر اليمنية من عدم القدرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية.
أفاد التقرير بأن نسبة الأسر التي تعاني من سوء استهلاك الغذاء بلغت 62% في فبراير 2025، مع تسجيل 66% في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا و61% في المناطق الشمالية. ويُعزى هذا التدهور إلى عوامل متعددة، منها التدهور الاقتصادي المستمر، ومحدودية فرص كسب العيش، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى النقص الحاد في التمويل الإنساني.
تقديرك
تفاقم سوء التغذية بين الأطفال والنساء
يشير التقرير إلى أن ما يقرب من 3.5 مليون طفل دون سن الخامسة ونساء حوامل ومرضعات يواجهون خطر سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 537,892 طفلًا يعانون من سوء تغذية حاد. وقد شهدت مراكز التغذية العلاجية، المدعومة من منظمة أطباء بلا حدود، زيادة في أعداد الحالات خلال فترات الذروة الموسمية، مع تسجيل أكثر من 13,500 حالة في عام 2024.