ظهر الشيخ عدنان العرعور، اليوم الخميس، في العاصمة دمشق، بعد غياب دام 53 عامًا قضاها خارج سوريا، في مشهد أثار تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تداول ناشطون مقاطع مصوّرة له من ساحة الأمويين.
عدنان بن محمد العرعور ، (1948-) داعية مسلم سني سوري (ولد في محافظة حماة 1948). وأشتهر من خلال مناظراته وأبحاثه التي تنتقد بعض المذاهب كالشيعة والصوفية والنصيرية استنادًا للمنهج السلفي الذي يتبناه ، ويقيم حاليا في العاصمة السعودية الرياض حيث يعمل مديراً علمياً للبحوث والنشر. ، كذلك اشتهر في دوره الإعلامي في تغطية الثورة ضد نظام الأسد في سوريا، كونه من المعارضين للنظام السوري.
درس عدنان العرعور على يد رجال دين من أهل السنة والجماعة كثيرين من أهمهم: الشيخ محمد الحامد وهو من كبار مشايخ السنة في الشام، ثم الشيخ الألباني والشيخ محمد نسيب الرفاعي، والشيخ عبد الرحمن عبد الصمد، والشيخ محمد عيد العباسي، والشيخ عبد العزيز بن باز مفتي السعودية سابقا وغيرهم. وقد شارك الشيخ في مؤتمرات دولية كبيرة، وندوات عالمية كثيرة، اما منهجه بالفتاوي فهو ما يترجح من أقوال العلماء بالدليل، ولا يلتزم مذهباً معيناً.
يُعد الشيخ عدنان العرعور من أوائل الدعاة الذين أيّدوا الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد منذ انطلاقتها عام 2011.
وكان قبل انطلاق الثورة ضد نظام الأسد كان يرى الشيخ عدم الخروج نظرا لحرمة ذلك إسلامياً وعدم استعداد الشعب للأمر، ولكن حينما خرجت مظاهرات ضد النظام السوري في درعا وسفكت أول نقطة دم، دعم العرعور الاحتجاجات السورية 2011 منذ انطلاقتها وخصص برنامجاً تلفزيونياً لمتابعة تطوراتها ولتشجيع الناس على التظاهر كما أنه دعا المتظاهرين إلى إطلاق التكبيرات من أسطح المنازل في الليل، الأمر الذي لقي تجاوبا كبيرا في عدد من المدن السورية. كما حمل بعض المتظاهرين وخصوصاً في محافظة حمص صور العرعور ورفعوها في مسيراتهم الاحتجاجية تقديرا لدعمه لمطالبهم.
حيث استخدم منابره الإعلامية لدعم الحراك الثوري، وحثّ الشعب السوري على مقاومة الظلم.
وكان له تأثير كبير في أوساط المعارضة، سواء على الصعيد الإعلامي أو الميداني، وشارك في حملات لجمع التبرعات والدعم الإنساني للمتضررين في الداخل السوري.
لماذا خرج من سوريا؟
خرج الشيخ عدنان العرعور من سوريا لأسباب متعددة كالخطر الأمني، بسبب مواقفه الصريحة والعلنية ضد نظام الأسد، أصبح ملاحقًا من قبل أجهزة الأمن السورية.
كانت تصريحاته تُعتبر "تحريضًا على الدولة"، مما جعله في قائمة المطلوبين.
الاضطهاد الديني والسياسي في عهد بشار الأسد، البيئة الأمنية في سوريا بعد الثورة أصبحت عدائية تجاه أي صوت معارض، خصوصًا من رجال الدين.
تعرض أتباعه ومؤيدوه للملاحقة والاعتقال، ما جعله يتخذ قرار الخروج.
ووجد في الخروج فرصة أفضل لممارسة نشاطه الدعوي والإعلامي بحرية، خصوصًا من خلال القنوات الفضائية.
وكان في استقبال الشيخ العرعور، البالغ 77 عامًا والمولود في محافظة حماة، عدد من وجهاء العاصمة، إلى جانب شخصيات من الحكومة السورية، وفور وصوله إلى صالة مطار دمشق الدولي، سجد لله شاكرًا على عودته إلى بلاده.
ونشر العرعور مقاطع مصوّرة من جولاته في دمشق على صفحته الرسمية، التي يتابعها أكثر من 3 ملايين شخص.
وكتب على منصة “إكس”: “دخلت اليوم بلدي سوريا بعد أكثر من 53 عامًا حُرمت فيها –كما حُرم الملايين– من الوطن، والأهل، والحقوق.. فالشكر لله وحده، والرحمة لشهدائنا الأبرار الذين ارتوت أرض الشام المباركة بدمائهم.. اللهم أدم علينا نعمة النصر، واجعلنا من الشاكرين المحافظين عليها”.
تلقى العرعور تعليمه الديني في السعودية، ودرس على يد عدد من كبار علماء السلفية، منهم الشيخ عبد العزيز بن باز، وقد حصل على العلم الشرعي في مجالات الحديث والتفسير والعقيدة، وتميّز بمنهجه السلفي .
النشاط الدعوي والإعلامي:
برز العرعور كداعية إسلامي من خلال القنوات الدينية، وخاصة قناة "وصال"، حيث كانت له برامج دعوية وحوارية مشهورة مثل:
"حتى لا نُخدع"
"منهج السنة"
تميز خطابه بالتركيز على قضايا الفرق والطوائف، خاصة نقده اللاذع للمذهب الشيعي، مما جعله شخصية مثيرة للجدل في الأوساط الإسلامية والعربية.
أبرز مؤلفاته
كتاب ثلاث صلوات مهجورة.
كتاب أحكام القنوت.
كتاب الوصية الشرعية.
كتاب أدلة الإثبات بأن جدة ميقات.
كتاب التشاؤم أنواعه وأحكامه.
كتاب أحكام التأمين وأنواعه وأحكامه بعنوان (التأمين بين التشدد والتساهل).
فهرس كتاب الترغيب والترهيب للمنذري.
فهرس معجم الطبراني.
كتيب السبيل إلى منهج أهل السنة والجماعة.
الواقع المؤلم بين المعالجة المرتجلة والتأصيل الصحيح.